ابن عروة عن أبيه عن عائشة، وأبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة. . . (١). ومن ذلك نقلهم فعله، كنقلهم: أنه كان صلوات الله وسلامه عليه يخرج هو والناس كل عيد إلى المصلى، فيصلي به العيد، وأنه كان يخطبهم قائما على المنبر، وظهره إلى القبلة، ووجهه إليهم. . . .
ومن ذلك نقلهم تقريره صلوات الله وسلامه عليه، كنقلهم إقراره على تلقيح النخل، وعلى تجارتهم التي كانوا يتاجرونها، وكإقرارهم على صنائعهم المختلفة من نجارة، وخياطة، وصياغة، وفلاحة، وإقرارهم على إنشاد الأشعار المباحة، وذكر أيام الجاهلية والمسابقة على الأقدام، وإقرارهم على الخيلاء في الحرب، ولبس ما نسجه الكفار من الثياب، وإنفاق ما ضربوه من الدراهم، وربما كان عليه صور ملوكهم، وإقراره على المزاح المباح، وعلى الشبع في الأكل، وعلى النوم في المسجد، وإقرارهم على أكل الزروع التي تداس بالأبقار من غير أمر لهم بغسلها، ومن ذلك نقلهم لِتَركه صلوات الله وسلامه عليه، وهو نوعان:
أحدثنا: تصريحهم بأنه ترك كذا وكذا، ولم يفعله، كقولهم في شهداء أحد: ولم يغسلهم، ولم يصل عليهم، وقولهم في صلاة العيد، لم يكن أذان ولا إقامة ولا نداء، وقولهم في جمعه بين الصلاتين: ولا يسبح بينهما، ولا على أثر واحدة منهما.
والثاني: عدم نقلهم لما لو فعله لتوفرت هممهم ودواعيهم أو أكثرهم أو واحد منهم على نقله، فحيث لم ينقله واحد منهم ألبتة، ولا حدّث به في مجمع أبدا، علم أنه لم يكن، وهذا كتركه التلفظ بالنية عند دخوله في الصلاة، وكتركه الدعاء بعد الصلاة مستقبلا للمأمومين. . .، وتركه الاغتسال للمبيت بمزدلفة، ولرمي الجمار، ولطواف الزيارة، ولصلاة الاستسقاء والكسوف.
ومن ذلك نقل الأعيان وتعيين الأماكن، كنقلهم الصاع والمدَّ وتعيين موضع