للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجال السند:

يَعْلَى، هو الطنافسي إمام ثقة تقدم، والْمَسْعُودِيُّ، هو عبدالرحمن ثقة تقدم، والْقَاسِمُ، هو ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، تابعي إمام ثقة تقدم، وعَبْدُ اللَّهِ، هو ابن مسعود -رضي الله عنه-.

الشرح:

لأن العلم نور القلب والخطايا ظلامه، ولذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودا، فأي قلب أشربها، نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها، نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا كالكوز، مجخيا لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه» (١)، ولا ريب أن المعاصي من الفتن.

قال الدارمي رحمه الله تعالى:

٣٨٩ - (١٦) أَخْبَرَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أَنْبَأَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِى حَمْزَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِى حُسَيْنٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمَ كَانَ يَقُولُ لاِبْنِهِ: " يَا بُنَيَّ لَا تَعَلَّمِ الْعِلْمَ لِتُبَاهِىَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِتُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ تُرَائِيَ بِهِ فِي الْمَجَالِسِ، وَلَا تَتْرُكِ الْعِلْمَ زُهْداً فِيهِ، وَرَغْبَةً فِي الْجَهَالَةِ، يَا بُنَيَّ اخْتَرِ الْمَجَالِسَ عَلَى عَيْنِكَ، وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْماً يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ، فَإِنَّكَ إِنْ تَكُنْ عَالِماً يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ، وَإِنْ تَكُنْ جَاهِلاً يُعَلِّمُوكَ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِمْ بِرَحْمَةٍ فَيُصِيبَكَ مَعَهُمْ، وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْماً لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَلَا تَجْلِسْ مَعَهُمْ، فَإِنَّكَ إِنْ تَكُنْ عَالِماً لَا يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ، وَإِنْ تَكُنْ جَاهِلاً زَادُوكَ غَيًّا، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِمْ بِعَذَابٍ فَيُصِيبَكَ مَعَهُمْ " (٢).

رجال السند: الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، هو البهراني، إمام ثقة تقدم، وشعيب بن أبي حمزة، هو الحمصي، إمام ثقة تقدم، وابْنُ أَبِى حُسَيْنٍ، هو عبد الله بن عبد الرحمن النوفلي،

إمام ثقة فقيه ثبت، روى له الستة، وشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، هو تابعي متكلم فيه رغم توثيق أحمد له تقدم آنفا، ولُقْمَانُ الْحَكِيمُ، قيل: كان لقمان الحكيم عبدا حبشيا، غليظ الشفتين، مصفح القدمين، قاضيا على بني إسرائيل، وقيل: أسود من سودان مصر،


(١) مسلم حديث (٢٣١).
(٢) سنده حسن، وانظر: القطوف رقم (٢٧٥/ ٣٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>