وكذلك العراق عاصمة الإسلام في عهد العباسيين، أما عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- فنبوة وليس ملكا، وكانت طابة عاصمة الإسلام الأولى في عهد النبوة، والخلافة الراشدة، ولم تدم خلافة علي -رضي الله عنه- في الكوفة، هذا ما تحدثت به كتب أهل الكتاب، الذين غاضهم أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- من العرب فلم يؤمنوا به، وناصبوه العداء، فهم أعداؤه وأعداء دينه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وزماننا هذا حافل بعداوة اليهود والنصارى للإسلام، ولا يزعم غير هذا إلا من سلب التوفيق إلى قول الحق.
الشرح:
ورود صفة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وأمته في الكتب السابقة، ويؤيد ذلك ما حكى الله في كتابه العزيز عن عيسى -عليه السلام-، إذ حكى قوله:{وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}(١).
ما يستفاد:
* بلوغ النبي -صلى الله عليه وسلم- الكمال في الصفات الحسنة، ومكارم الأخلاق.
* أن أمته كثيروا الحمد والتكبير في كل الأحوال.
* أن أمته يلتزمون الشرع في عبادتهم ولباسهم وسائر أعمالهم.
* أنهم الغر المحجلون من آثار الوضوء، وذلك صفة خاصة بهم.
* أنهم دائموا التلاوة لكتاب الله -عز وجل-.
* أن صفتهم في صلاتهم وقتال العدو واحدة، وفيها إشارة إلى الوحدة والتلاحم، ولاسيما في الذود عن العقيدة والمقدسات، وقد ظهر ذلك في هذا