للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢٠ - دليل آخر: وقال الله (١) عز وجل: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ} (٢) (٣)، وقال: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ} (٤)، وقال: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (٥)، وقال عز وجل: {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا} (٦) (٧)، كل ذلك يدل على أنه ليس في خَلْقِهِ، ولا خَلْقهُ فيه،


(١) لفظ الجلالة ساقط من ب. و.
(٢) وذكر شيخ الإسلام قبل قوله تعالى: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ}، وهذا كله منه يقتضي أن الله سبحانه وتعالى قد يحتجب عن شيء دون شيء، وقد احتج بذلك على أن الله فوق العرش؛ لأن النفاة يقولون: الاحتجاب لايكون إلا من صفات الأجسام، ولايكون على العرش إلا اذا كان جسمًا، وهو قد احتج بهذه الآيات على احتجابه عن بعض خلقه المستلزم أن يكون على العرش. انظر بيان تلبيس الجهمية (٣/ ٧٤٧).
(٣) سورة الأنعام، جزء من آية: [٦٢].
(٤) سورة الأنعام، جزء من آية: [٣٠].
(٥) سورة السجدة، جزء من آية: [١٢].
(٦) سورة الكهف، بعض آية: [٤٨].
(٧) قال شيخ الإسلام بعد قوله تعالى: {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا} [الكهف، آية: ٤٨] فاحتجاجه بقوله {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ} [الأنعام: ٦٢] وقوله: {وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ} وقوله: {نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [السجدة: ١٢]، على أن الله فوق العرش كل ذلك؛ لأن هذه الأيات تدل على النهايات والغايات، والحدود والتباين الذي بينه وبين خلقه. انظر بيان التلبيس ٣/ ٧٤٩.

<<  <   >  >>