للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩ - فإن قال قائل: فلم لا قلتم إن قول الله تعالى: {فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} تبعيد للرؤية (١)؟

قيل له: لو أراد الله عز وجل تبعيد الرؤية لقرن الكلام بما يستحيل وقوعه، ولم يقرنه (٢) بما يجوز وقوعه، فلما قرنه (٣) باستقرار الجبل، وذلك أمر مقدور (٤) لله سبحانه، دل ذلك على أنه جائز أن يُري الله تعالى (٥) (٦). ألا ترى أن الخنساء (٧) لما أرادت تبعيد صُلْحها لمن كان حرباً لأخيها


(١) في ب، الرؤية
(٢) في ب، يقويه
(٣) ساقط من. و.
(٤) في جـ، هـ: بقدر
(٥) في ب. د. و. عز وجل.
(٦) ومن أول الباب إلى هذا الجزء نقله الإمام البيهقي في كتابه الاعتقاد وهذا دليل قوي على تأثره بالإبانة. انظر ص ٢١٥ - ٢١٨، (باب القول في إثبات رؤية الله عز وجل في الأمر).
(٧) الخنساء: هي تماضر بنت عمرو بن الشريد الشاعرة السلمية، وإنما الخنساء لقب غلب عليها، قدمت على النبي -صلى الله عليه وسلم- مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم، قال ابن عبد البر: «أجمع أهل العلم بالشعر أنه لم يكن امرأة قط قبلها ولا بعدها أشعر منها»، وكانت في أول أمرها تقول البيتين والثلاثة فلما قُتِلَ أخواها صخر ومعاوية أكثرت من الشعر وأجادت. توفيت الخنساء في خلافة معاوية بن أبي سفيان. انظر: «الاستيعاب» لابن عبد البر بحاشية الإصابة (٤/ ٢٩٥)، و «الإصابة» (٤/ ٢٨٧)، و «الدر المنثور في طبقات ربات الخدور» (١٠٩)، و «الأعلام» للزركلي (٢/ ٨٦).

<<  <   >  >>