للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قرنت الكلام بأمر مستحيل، فقالت.

وَلَا أصَالِحُ قوْماً كُنْتَ حَرْبَهُمُ حَتى يعودَ بَيَاضاً حُلَكَةُ القَارِ (١) (٢)

والله عز وجل إنما خاطب العرب بلغتها، وما نجده مفهوماً في كلامها، ومعقولاً في خطابها. فلما قرن الرؤية بأمر مقدور جائز، علمنا أن رؤية الله بالأبصار جائزة غير مستحيلة.

١٠ - ودليل آخر: قال عز وجل: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (٣). قال أهل التأويل: النظر إلى الله تعالى ولم يُنْعم الله عز وجل على أهل جنانه (٤) بأفضل من نظرهم إليه ورؤيتهم له. وقال عز وجل: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} (٥) قيل: النظر إلى الله عز وجل. وقال: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} (٦) وإذا لقيه المؤمنون رأوه. وقال الله عز وجل: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} (٧)


(١) في ب، هـ، حتى يعود بها صالحاً لإنقيادًا.
(٢) انظر: ديوان الخنساء ص ٥٤ وفيها ولا أسالم بدل ولا أصالح. ومعنى قوله: حلكة القار: أي سواده، والقار يطلى به البعير الأجرب لمداواته. انظر: ديوان الخنساء ص ٥٤.
(٣) سورة يونس، جزء من آية: [٢٦].
(٤) في د. الجنة.
(٥) سورة ق، جزء من آية: [٣٥].
(٦) سورة الأحزاب، جزء من آية: [٤٤].
(٧) سورة المطففين، جزء من آية: [١٥].

<<  <   >  >>