للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من بيده النفع كله والضَّر كله؛ لأن غيره لا يستطيع أن ينفعك بشيء لم يرده الله لك، ولا يستطيع أن يضرك بشيء لم يكتبه الله عليك" -إلى أن قال- وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد" ١، وفي حديث ابن عباس المشهور: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" ٢، ٣.

وفي تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} ٤ الآيتين، قال: وهذا الذي دلت عليه الآيتان من الزجر عن النظر إلى ما لا يحل جاء موضحًا في أحاديث كثيرة.

منها ما ثبت في الصحيح عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والجلوس بالطرقات قالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بُدٌّ نتحدث فيها، قال: "فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه"، قالوا وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: "غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر" انتهى.

هذا لفظ البخاري في صحيحه٥، وذكر -رحمه الله تعالى- عددًا من الأحاديث غير هذا.

والأمثلة في تفسيره القرآن بالسنة كثيرة جدًّا؛ منها ما هو تفسير مُبهم، ومنها ما هو تخصيص للعام، ومنها ما هو مقيد لمطلق، ومنها ما هو بيان لمعنى أو متعلقه،


١ البخاري: كتاب الأذان ج١ ص٢٠٥، مسلم: كتاب الصلاة ج١ ص٣٤٧.
٢ رواه الإمام أحمد في سنده ج١ ص٢٩٣، والترمذي في سننه: كتاب القيامة، باب ٥٩ ج٤ ص٦٦٧.
٣ أضواء البيان: محمد الشنقيطي ج٣ ص٢٥٦، ٢٥٧.
٤ سورة النور: الآيتين ٣٠، ٣١.
٥ أضواء البيان: محمد الشنقيطي ج٦ ص١٩٠، وانظر البخاري: كتاب المظالم ج٣ ص١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>