للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ، وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ} ١. فقال هذا في تفسيرها: "الشياطين يطلقون على الصناع الماهرين والأشقياء المجرمين"٢.

أما وصف الشيطان وقبيله بأنهم يروننا من حيث لا نراهم وذلك في قوله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُم} ٣ فقال في تفسيرها: {مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُم} أي من الجهة التي لا ترونهم فيها شياطين، فيخدعونكم بأنهم من الأولياء الصالحين"٤ فصرف هذا الرؤية عن أن تكون إلى الأعيان والأبدان إلى أن تكون نفيا للرؤية المعنوية وهي رؤية حقيقتهم ومآربهم.

أما إبليس فعنده أنه: "اسم لكل مستكبر على الحق ويتبعه لفظ الشيطان والجان وهو النوع المستعصي على الإنسان تسخيره"٥.

الجن:

قال تعالى في أول سورة الجن: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} ٦.

وزعم محمد أبو زيد أنه "يطلق الجِن والجِنة على الزعماء والمستكبرين من السادة المتبوعين، ويعبر عن الأنس بسائر المقلدين والتابعين المستضعفين"٧ ولا أدري ماذا يسمى الإنس المتبوعين والسادة.

لكنه جاء بتعريف آخر للجن في تفسير قوله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ} ٨ فقال: "الجن يطلق على


١ سورة ص: الآية ٣٦-٣٧.
٢ الهداية والعرفان: ج ص٣٥٩.
٣ سورة الأعراف: الآية ٢٧.
٤ الهداية والعرفان: ص١١٨.
٥ الهداية والعرفان: ص٧.
٦ سورة الجن: الآية الأولى.
٧ الهداية والعرفان: ص٤٥٨.
٨ سورةالنمل: الآية ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>