للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البهائي قبل صدور تفسير محمد أبو زيد بوقت قصير نسبيا، وبعد فلعل فيما ذكرنا من موقفه من المعجزات بيان لحقيقته.

ثالثا- إنكار الغيبيات:

ونكتفي من الحديث عن الغيبيات بثلاثة من معالمه التي ضل بها كثير من الناس "فنذكر تعريفه للملائكة والجن والشياطين".

الملائكة:

أما الملائكة فهم عنده رسل النظام وعالم السنن وسجودهم للإنسان معناه أن الكون مسخر له١ أما حملهم للتابوت في قوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ، وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ٢ فقد فسر الحمل بقوله: {تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ} إشارة إلى أنه يأتي إليهم بسنن الله ونظامه أي بتغلبهم على العدو بقوة الحرب ونظامه والملائكة كما قلنا في ٣٤ رسل النظام والسنن في الكون"٣.

الشياطين:

قال تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُنَا وَلا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ} ٤ فقال محمد أبو زيد في تفسير الشياطين: "الشياطين تطلق على الحيات والثعابين تستهوي من يتبعها؛ ليقتلها فيهوى معها وتضله بتعرجها"٥؟!.

وفي قوله تعالى عن سليمان، عليه السلام: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي


١ الهداية والعرفان: ص٧.
٢ سورة البقرة: الآية ٢٤٨.
٣ الهداية والعرفان: ص٣٣.
٤ سورة الأنعام: الآية ٧١.
٥ الهداية والعرفان: ص١٠٥ وانظر ص٣٧ حيث قال: الشيطان يطلق على الثعبان كالجان.

<<  <  ج: ص:  >  >>