للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فراح يضرب القول جزافا فقال: {كَهَيْئَةِ} يفيدك التمثيل لإخراج الناس من ثقل الجهل وظلمائه إلى خفة العلم ونوره، ومعنى الأكمة من ليس عنده نظر، والأبرص: المتلون بما يشوه الفطرة فهل عيسى يبرئ هذا بمعنى أنه يكمل التكوين الجسماني بالأعمال الطيبة أم بمعنى أنه يكمل التكوين الروحي والفكري بالهداية الدينية. {فِي بُيُوتِكُمْ} يعلمهم التدبير المنزلي"١؟!

وأكد هذا عند تفسيره لهذا في آخر سورة المائدة عند قوله تعالى "مخاطبا عيسى عليه السلام: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} ٢.

فقال في تفسيرها: {الْمَوْتَى} : معناهم مشترك بين موتى الأجساد وموتى القلوب والنفوس، وموتى الجهل والاستعباد، وموتى الاتهام والحكم بالإعدام. من هذا تعرف أن عيسى نبي أرسله الله إلى بني إسرائيل؛ ليشفي مرض نفوسهم ويحيي موت قلوبهم فآيته في دعوته، وسيرته وهدايته، عاش ومات كغيره من الأنبياء في بشريته فلم يكن خارقا لله في سننه، ولا ممتازا بما يدعو إلى ألوهيته وعبادته"٣.

وأحسب أن أمر إلحاده في تأويل هذه المعجزات بين بحيث لا يحتاج مع بيانه إلى بيان، فحسبه الله، وكفى.

معجزات محمد صلى الله عليه وسلم:

ويكفي أن تعرف معجزة الإسراء به صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المسجد الأقصى ثم عودته إلى مكة في نفس الليلة كما اتفقت النصوص الكثيرة.


١ الهداية والعرفان: ص٤٥.
٢ سورة المائدة: الآية ١١٠.
٣ الهداية والعرفان: ص٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>