وكأني بطائفة من القراء تقرأ ما أقول أو تسمعه، فيرتسم السؤال عما أقصده بكلامي هذا وما أرمي إليه. هو لا شك أمر محير وقفت عنده حينا من الزمن أقلب النظر فيه والبصر.
طائفة من الناس ليست من علماء الشريعة وليست من المنتسبين إلى العلم كافة في شتى صنوفه، اتجهت إلى تفسير القرآن لم تسلك سبيل هؤلاء ولم تسر في درب هؤلاء ولا التزمت ما التزمه العقلاء الذين ليسوا من هؤلاء ولا من هؤلاء، فزجوا بأنفسهم في تفسير القرآن الكريم، فجاءوا بتفاسير لا تقوم على أسس شرعية ولا علمية وليس لها سند لا في القديم ولا في الحديث
ولا صلة بين معاني ألفاظها ومعاني ألفاظ القرآن ولا مطابقة لغوية ولا معنوية ولا شكلية، فجاءوا بهذيان كهذيان المحموم تسأله عن حاله فيجيبك بذكر اسم صديق له أو قريب أو بكلام غير مفهوم.
ولهذا فإني لن أصف طريقة هؤلاء بالمنهجية إذ لا منهج، فأطلقت عليهم طريق اللامنهجية وقد هممت أن أسميه تفسير المجانين!!
وعلى هذا فسأتناول المنهجين الأول والثاني والصنف الثالث كُلًّا على حدة.