للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقوى الإيمان حين يستيئس الناس!! "١.

وعلى كل حال فقد كثر ولا حول ولا قوة إلا بالله الإلحاد والملحدون في جوانب عديدة بدءا من العقيدة في الله ومرورا بالعقيدة في الأنبياء واليوم الآخر والقدر وفي أخبار القرآن وقصصه وتأويل آياته وفي السنة وحجيتها وفي الأحكام الشرعية الثابتة وفي السياسة والاجتماع وشتى النواحي وإلى ما لا نهاية.

ويقف المتأمل حائرا متسائلا عن الدوافع التي جرفتهم إلى تيار الإلحاد، وتتنازعه الأسباب كلٌّ يجره إليه فيستقر قراره على أن أهمها ولا شك:

١- أولئك القوم الذين يدفعونه إلى الجهر بالفكرة وتبنيها ويَعِدُونه بالدفاع عنه ويمنونه بالمناصب الكبيرة أو غيرها ونحن وإن كنا لا نستطيع أن نعدد أسماءهم في كل حركة، فإن معرفة أهم عناصرهم تحملها تلك الدراسات عن كل حركة. فمثلا عندما فصل علي عبد الرازق من وظيفته استقال الوزراء "الأحرار" من وزارة زيور باشا وأقيل وزير العدل وعين بدلا منه عبد العزيز فهمي باشا، ثم ما لبث بعد فترة من هذا إلا ويعين علي عبد الرازق هذا وزيرا للأوقاف؟!

وكذا طه حسين لما أصدر كتابه في الشعر الجاهلي وأراد مجلس النواب فصله من منصبه هدد عدلي باشا رئيس مجلس الوزراء بالاستقالة "حماية للبحث العلمي" وما لبث طه حسين إلا وقد تم تعيينه وزيرا للتعليم؟!

وغيرهما كثير مما لا يدع مجالا للشك أن الأمر لم يأتِ صدفة من غير أن يقف أحد خلفه يخطط له ويرسم الأهداف.

٢- ومن هذه الأسباب أيضا حب الشهرة وضعف الإيمان الذي يجعل الأول يطغى على الثاني فيجرفه فإذا ما تحققت هذه الشهرة له عاد إلى الإيمان


١ مقدمة أمين الخولي لكتاب "الفن القصصي في القرآن الكريم" لمحمد أحمد خلف الله، ص "ل".

<<  <  ج: ص:  >  >>