للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من منصبه، فهدد عدلي باشا رئيس مجلس الوزراء بالاستقالة حماية للبحث العلمي"١.

وصرح الشيخ مصطفى صبري بعبارة أوضح فقال:

"يقوم الفينة بعد الفينة من سولت له نفسه بالخروج عن الإسلام في ناحية من نواحيه الاعتقادية، فيثور احتجاجا عليه فئة من الغيورين على دينهم ويحميه منهم رجال من الوزراء المستبطنين ما أظهره الخارج، وإن لم يحمه حامٍ عاجلًا ففي المستقبل القريب أو البعيد ينال الرجل مكافأة خروجه بأضعاف ما كان له من المراكز والمناصب يوم خرج وثار عليه المستنكرون.

ويكون هذا المصير غبطة لآخرين، فتتكرر المهزلة في أيام أخرى على مسائل أخرى مماثلة"٢.

بل إن الأستاذ أمين الخولي يدعو أصحاب تلك الأفكار بالخروج بها ونشرها بين الناس ويعدهم ويمنيهم بأن لهم النصر المؤكد حيث يقول: "وأحسبني لا أجد في هذا المقام أصوب وأجدى من الحديث في هذه المقدمة عن ذلك الناموس الاجتماعي المطرد على الأجيال منذ قديم عهد الدنيا بالحياة ليربط صدق هذا القانون على قلوب الذين يكتب الله عليهم اليوم وفي الغد القريب، أو البعيد، والأبعد أن يكونوا حملة فكرة تطورية ودعوة تجديدية في أي ميدان من ميادين النشاط الإنساني فلا يَهِنُون حين تجتمع الدنيا بكثرتها على محاربتهم ولا يشكون لحظة في النصر مهما تتربص قوى الجهل بهم وليعلموا أن هذا النصر المؤكد لا ينال إلا بثمنه الباهظ الفادح من الصدق والصبر اللذين يلذ معهما الألم ويهون الصعب ويتراءى النور من القلوب في أشد حلكة الظلام!!


١ عن موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين: مصطفى صبري ج١ ص٣٠٧-٣٠٨ عن جريدة أخبار اليوم العدد ١٥٥.
٢ موقف العقل والعلم من رب العالمين وعباده المرسلين: مصطفى صبري ج١ ص٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>