للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن نكته الغريبة في التورية قوله:

أقول وقد شنوا إلى الحرب غارة ... دعوني فإني آكل الخبز بالجبن

ومثل ذلك قوله:

أقول لنوبة الحمى أتركيني ... ولا يك منك لي ما عشت أوبه١

فقالت كيف يمكن ترك هذا ... وهل يبقى الأمير بغير نوبه٢

ومن لطائفه قوله:

قالوا رأينا العلق ينق مسرفًا ... والعلق لا شيء لديه ولا معه٣

فأجبتهم إنفاقه من جحره ... قالوا صدقت لذاك ينفق من سعه

ومن لطائف ما وقع في تورية السعة، قول أبي الحسين الجزار وقد وقف على باب ابن الزبير ومنع من الدخول دون غيره، فكتب رقعة وأرسلها إلى ابن الزبير، فإذا فيها:

الناس قد دخلوا كالأير أجمعهم ... والعبد مثل الخصي ملقى على الباب

فلما وقف ابن الزبير على هذا البيت، أمر بعض الخدم أن يقف على الباب وينادي، ادخل يا خصي فدخل وهو يقول: هذا دليل على السعة، ومنه قوله:

ومكرش أضحى يحلق سفله ... لعساه لا يشكى إليه ويشكر

ويقص لحيته فإن ناديته ... لباك وهو محلق ومقصر

ويعجبني من لطائفه قوله في داره:

ودار خراب بها قد نزلت ... ولكن نزلت إلى السابعة٤

طريق من الطرق مسلوكة ... محجتها للورى شاسعه

فلا فرق ما بين أني أكون ... بها أو أكون على القارعه

تساررها هفوات النسيم ... فتصغى بلا أذن سامعه


١ الأوبة: واحدة الإياب وهو الرجوع.
٢ النوبة: الأولى بمعنى: دورة الوجع والثانية بمعنى الحاشية والحرس.
٣ العِلق: النفيس من كل شيء.
٤ السابعة: أي الأرض السابعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>