للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن لطائفه، ما كتب به إلى السراج الوراق، على يد مليح ولسانه:

عبدك يا مولاي وافى بها ... وَفّى بها معنى لمن يعقل

وهو على الباب ومقصوده ... وفيك فهم أنه يدخل

ومن نكته اللطيفة قوله:

أصبحت من أغنى الورى ... وطائرًا بالفرح

الخمر عندي ذهب ... أكتاله بالقدح

وقوله:

أقول للكاس إذ تبدى ... بكف أحوى أغن أحور١

أخربت بيتي وبيت غيري ... وأصل ذا كعبك المدور

ومن لطائفه في تغزلاته قوله:

ما زال يسقيني زلال رضابه ... لما خفيت ضنى وذبت توقدًا

ويظنني حيًّا رويت بريقه ... فإذا دعا قلبي يجلو به الصدى

أخذه الشيخ جمال الدين بن نباتة وتقوى عليه بالسيف، فقال:

أدعو السيوف صقيلة من لحظه ... وإذا دعوت لماه جاوبني الصدى٢

ومن لطائفه في مداعباته قوله:

رأيت شخصًا آكلًا كرشة ... وهو أخو ذوق وفيه فطن

وقال ما زلت محبًّا لها ... قلت من الإيمان حب الوطن

وممن انتظم في سلك الجماعة وانتصر للتورية وحسن مواقعها، ناصر الدين حسن بن النقيب:

وجردت مع فقري وشيخوختي التي ... بها اليوم نومي عن جفوني مشرد

فلا يدعي غيري مقامي فإنني ... أنا ذلك الشيخ الفقير المجرد


١ الأحوى: الأسود لشدة نضارته، الأغن: في صوته غنّه. الأحور: الشديد بياض، بياض العين وسواد سوادها.
٢ اللما: الرفقة. الصدى: رجع الصوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>