للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأخشى بها أن أقيم الصلاة ... فتسجد حيطانها الراكعة

إذا ما قرأت إذا زلزلت ... خشيت بأن تقرأ الواقعة١

ومنه قوله:

جودوا لتسجع بالمديـ ... ـح على علاكم سرمدا

فالطير أحسن ما يغرد عنـ ... ـد ما يقع الندى

ومن بدائع أغزاله قوله:

وما بي سوى عين نظرت لحسنها ... وذاك لجهلي بالعيون وغرتي٢

وقالوا به في الحب عين ونظرة ... لقد صدقوا عين الحبيب ونظرتي

ومن لطائف مجونه قوله:

نفقت لي رأس من الخيل كانت ... تسبق البرق والرياح الزعازع٣

وابتلى الله في المشاعر أخرى ... بشقاق لها عن المشي مانع

وإذا قيل كم بقي لك رأس ... قلت رأس لكن بغير كوارع٤

ومن لطائفه أيضًا في تورية المطوق قوله:

أنت طوقتني صنيعًا وأسمعتك ... شكرًا كلاهما ما يضيع٥

فإذا ما شجاك سجعي فإني ... أنا ذاك المطوق المسموع٦

ومن هنا أخذ الشيخ جمال الدين بن نباتة سجع المطوق، ووصل به عدة مقاطيع، ومن غاية تغزلاته قوله:

رميت بمهجتي جمرات شوق ... ولم تأخذ بالمشتاق رأفه

فهرول دمع عيني فوق خدي ... وما حصلت له مع ذاك وقفه


١ "إذا زلزلت" "والواقعة" من سور القرآن الكريم.
٢ الغِرة: الإغترار وعدم التجريب.
٣ نفق: الحيوان، مات. الزعازع: الهوجاء.
٤ الكوارع: القوائم.
٥ الصنيع: عمل المعروف.
٦ المطوق، والمطوقة: الحمامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>