فيها للمنقولات، وكانت هناك قوارب خفيفة للشحن يديرها ملاح واحد وهي لنقل الأثقال الخفيفة، وكانت غالبًا تتبع سفينة الشريف وحاشيته كقوارب الزاد مثلًا، ومن الشائع جر السفن باللبان "الحبل" الذي كان يربط إلى قائم في مقدمة المركب، وكانت مراكب الشحن الكبيرة التي تنقل الأثقال الضخمة لا تستعمل الشراع أو المجاديف؛ بل كان يجرها الرجال أو تجرها سفن أخرى ومثل هذه السفن المعدة للنقل كانت تنقل الأحجار في كافة عصور التاريخ.
وقد تطورت السفن في أشكالها تطورًا عظيمًا في عهد الدولتين الوسطى والحديثة وزخرفت بكثير من الزخارف وخاصة سفن الرحلات والحملات البحرية التي تميزت عن سفن النيل في بنائها؛ نظرًا لما كانت تتعرض له في أسفارها الطويلة، وقد أشارت بعض الأساطير والقصص إلى ما كان يتعرض له المسافرون في البحر من المخاطر ومن أمثلة ذلك قصة الملاح الغريق.
أما المواصلات البرية؛ فكانت أقل شأنًا من مواصلات النهر؛ وذلك لأنها لم تكن وسيلة مجدية أو اقتصادية في نقل البضائع كبيرة الحجم والعظيمة الوزن؛ ولهذا ظلت دون تطور يذكر، وقد استخدم الأشراف في تنقلاتهم محفات هي عبارة عن مقاعد يمكن حملها والشريف جالس فيها. وكانت تزود أحيانًا بمظلة، وكثيرًا ما نجد أن المحفة كانت توضع فوق حمارين متجاورين "شكل ٢١"، أو يحملها بعض الرجال، وكان الحمار أحسن وسائل النقل الشعبية، ومع هذا لم يمثل المصري وهو يركب الحمار؛ ولكننا نشاهد هذا الحيوان في النقوش وهو ينقل الحاصلات الزراعية وما شابهها، ولضخامة الدور الذي يقوم به هذا الحيوان في مصر القديمة قال بعض العلماء: إن الحضارة المصرية بأكملها قامت على ظهر الحمار