وهذه الزوارق عبارة عن حزم من البردي شد بعضها إلى بعض توضع في وسطها كتلة من الخشب أو تفرش بالحصير؛ أما السفن الكبيرة فكانت تصنع من الخشب وتزود بمجاديف، وقد وجدت صورها منذ أقدم العصور على الأواني الفخارية وعلى جدران إحدى المقابر في هيراكونبوليس من عصر ما قبل الأُسَر، وكانت تزود بشراع مربع الشكل أو مستطيل يثبت إلى الساري بعوارض مستقيمة، وقد تقدمت صناعة السفن واختلفت أشكالها؛ ولكنها كانت على العموم تزود بقمرتين، وكان ارتفاعها في مؤخرتها كارتفاعها في مقدمتها؛ وذلك لكي يسهل تزويد من يدفعها بالمرادي بسند جيد يدفعها منه أو ليكون كدعامة لتدعيم مكان المجداف الطويل الذي يقوم مكان السكان.
وإذا ما تأملنا خريطة القطر المصري؛ لوجدنا أن النيل يمتد من الجنوب إلى الشمال في اتجاه مستقيم، وكان المصريون يلازمون النهر، أي أنهم كانوا موزعين على جانبيه باستثناء الدلتا التي كثرت بها المستنقعات؛ فكانت الحركة في النهر من الشمال إلى الجنوب تتطلب استخدام الشراع الذي تدفعه الرياح التجارية الشمالية الشرقية السائدة؛ بينما كان تيار النهر كافيًا لدفع السفن من الجنوب إلى الشمال، وفي هذه الحالة كان من الممكن إناخة الصاري ونزع العوارض التي يثبت بها الشراع ثم يلف الشراع ويطوى.
وفي الدولة القديمة كانت السفن تختلف في الأشكال والغرض التي تستعمل من أجله؛ فمنها: السفن العريضة وسفن تجر غيرها أو سفن يجرها غيرها، وكانت للسفن الفاخرة قمرة كبيرة لا يسمح معها بوجود الشراع؛ كذلك لم تكن سفن الشحن مزودة بقمرات إذ كان كل فراغ يستغل