للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما تقع العين حينما وقعت ... في الحي مني إلا على أثره

شربت كأسًا أبوك شاربه ... لا بد منه له على كبره

يشربها والأنام كلهم من كا ... ن في بدوه وفي حضره

فالحمد لله لا شريك له ... في حكمه كان ذا وفي قدره

قدر موتًا على العباد فما ... يقدر خلق يزيد في عمره

قال: فبكى عمر حتى بل لحيته, ثم قال: صدقت يا أعرابي.

وعن ابن عباس قال: تنفس عمر ذات يوم تنفسًا ظننت أن نفسه خرجت فقلت: والله ما أخرج هذا منكإلا هم، قال: هم! والله هم شديد، إن هذا الأمر لم أجد له موضعًا -يعني الخلافة- فذكرت له علياوطلحة والزبير وعثمان وسعدًا وعبد الرحمن بن عوف، فذكر في كل واحد منهم معارضًا، وكان مما ذكر في عثمان أنه كلف بأقاربه، قال: لو استعملته استعمل بني أمية أجمعين، وحمل بني أبي معيط على رقاب الناس، والله لو فعلت لفعل، والله لو فعل ذلك لسارت إليه العرب حتى تقتله، والله لو فعلت لفعل، والله لو فعل لفعلوا، خرجه في فضائله.

وروي أن عمر -رضي الله عنه- كتب إلى سعد بن أبي وقاص وهو بالقادسية يقول له: وجه نضلة بن معاوية الأنصاري إلى حلوان العراق ليغزو على ضواحيها, فبعث سعد نضلة في ثلاثمائة فارس فخرجوا حتى أتوا حلوان العراق, فأغار على ضواحيها وأصابوا غنمًا وسبيًا، فأقبلوا يسوقونها حتى أرهقهم العصر وكادت الشمس تغرب, فألجأ نضلة السبي والغنيمة إلى سفح الجبل، ثم قام فأذن فقال: الله أكبر الله أكبر، فإذا مجيب من الجبل يجيبه: كبرت كبيرًا يا نضلة، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: كلمة الإخلاص يا نضلة، ثم قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، قال: هو الذي بشرنا به عيسى ابن مريم وعلى رأس أمته تقوم الساعة، فقال: حي على الصلاة، فقال: طوبى لمن مشى إليها وواظب عليها، قال: حي على

<<  <  ج: ص:  >  >>