للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإلى جانب هذا كله، وجدنا الحديث عن الجلاء يتردد في أشعار زعماء الاتجاه المحافظ؛ فشوقي يقول في قصيدة له سنة ١٩٢٤ متحدثًا عن طائفة من الوطنيين بعد الإفراج عنهم، مما سمي حينذاك بالمؤامرة الكبرى:

طلبوا الجلاء على الجهاد مثوبة ... لم يطلبوا أجر الجهاد زهيدا

والله ما دون الجلاء ويومه ... يومًا تسميه الكنانة عيدا

وجد السجين يدًا تحطم قيده ... من ذا يحطم للبلاد قيودا١

ويقول في قصيدة أخرى سنة ١٩٢٥ بمناسبة ذكرى مصطفى كامل:

بك الوطنية اعتدلت وكانت ... حديثًا من خرافة أو مناما

بنيت قضية الأوطان منها ... وصيرت الجلاء لها دعاما٢

كما وجدنا مجابهة الإنجليز، وتحديهم من الأمور التي تتردد كذلك في شعر هؤلاء الشعراء، فمحرم يقول من قصيدة له سنة ١٩٢٥ في استقبال اللورد "جورج لويد":

عميد الغاصبين نزلت أرضًا ... يبيد الغاصبون ولا تبيد

يذود الواحد القهار عنها ... إذا قهرت جنودك من يذود

أتذكر إذا لقومك ما أرادوا ... وإذا "لكرومر" البطش الشديد

تطوف جنوده فتصيد منا ... ومن سرب الحمائم ما تصيد٣

وكذلك يقول حافظ سنة ١٩٣٢ مخاطبًا دار المندوب السامي، ومنددًا بما سموه سياسة الحياد، ليتخلصوا من تبعة ما كان يتورط فيه صدقي من استبداد، وتنكيل بالمواطنين:

قصر الدبارة قد نقضـ ... ت العهد نقض الغاصب

أخفيت ما أضمرته ... وأبنت ود الصاحب


١ الشوقيات جـ١ ص١٢٧.
٢ الشوقيات جـ١ ص١٧٧-١٧٨.
٣ شعراء الوطنية لعبد الرحمن الرافعي ص٢٠٧.

<<  <   >  >>