للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ووجدنا الشاعر نفسه يقول من قصيدة له سنة ١٩٢٣، أثناء انعقاد مؤتمر لوزان، متحدثًا عن غطرسة الإنجليز وتجاهلهم لحق مصر، نظرًا لكونها لا تستند إلى قوت تنتزع بها هذا الحق:

أتعلم أنهم صلفوا وتاهوا ... وصدوا الباب عنا موصدينا

ولو كنا نجر هناك سيفًا ... وجدنا عندهم عطفًا ولينا١

كذلك وجدنا شاعرًا كحافظ إبراهيم يشكك في تصريح ٢٨ فبراير، ويدعو إلى الحذر والنضال، فيقول عن الإنجليز والتصريح:

قد حارت الأفهام في أمرهم ... إن لمحوا بالقصد أو صرحوا

إني أرى قيدًا فلا تسلموا ... أيديكم، فالقيد لا يسجح

حتَّام يمضي أمرنا غيرنا ... وذاك الأحرار لا يملح٢

ثم وجدنا الشاعر نفسه يحذر سعدًا من الإنجليز وأحابيلهم، فيقول من قصيدة له سنة ١٩٢٤:

لا تقرب "التاميز" واحذر ماءه ... مهما بدا لك أنه معسول

الكيد ممزوج بأصفى مائه ... والختل فيه مذوب مصقول

كم وارد يا سعد قبلك ماءه ... قد عاد منه والفؤاد غليل٣

كذلك وجدنا الكاشف يشكك في الاستقلال المقيد الذي خدع به الإنجليز تطلع المصريين، ويندد بحيل المستعمرين وأحابيلهم، فيقول من قصيدة له سنة ١٩٢٣، فيما سمي حينذاك "عيد الاستقلال":

يا عيد الاستقلال أنت ... له خيال أم حقيقه

للعتق أم للرق ما ... خطوه في تلك الوثيقه

إن أطلقوا أمس البلا ... د، فمنهم ليست طليقه

وحديقة أضحت ولكن ... للغريب جنى الحديقة٤


١ الشوقيات جـ١ ص٣٤٠.
٢ ديوان حافظ جـ٢ ص٩٥-٩٦.
٣ ديوان حافظ جـ١ص١١١.
٤ شعراء الوطنية للرافعي ص٢٤٥.

<<  <   >  >>