عمر بن عبد العزيز محتجا بحديث أبي مسعود الأنصاري، وأما تأخيره
هو فلكونه لم يبلغه الحديث، أو كان يرى بجواز التأخير ما لم يخرج
الوقت كما هو مذهب الجمهور.
قوله: " يَحسُبُ بأصابعه " جملة وقعت حالا من الضمير الذي في
" يقول، وقد مر غير مرة أن الجملة الفعلية الضارعة المثبتة إذا وقعت حالا لا
تحتاج إلى الواو.
قوله: " قبل أن تدخلها الصَّفراءُ " أي: قبل أن تصفرَّ وتتضيف
للغروب. ومن هذا قالت أصحابنا: يكره تأخير العَصر إلى اصفرار
الشمسِ.
قوله: " فيأتي ذا الحليفة " ذو الحليفة هذا ميقات أهل المدينة، بينه وبن
المدينة ستّة أميال أو سَبعة، وهو ماء من مياه بني جُشم. وأما ذو الحليفة
الذي في حديث رافع بن خديج- رضي الله عنه- قال: " كنا مع النبي
- عليه السلام- بذي الحليفة من تهامة فأصَبنا نَهب إبل " فهي نحو ذات
عرق.
قوله: " ويُصلي المغرب حِين تَسقط الشمسُ " أي: حين تقع للغروب.
قوله: " ويُصلي العشاء حين يَسوَدُّ الأفق " والمعنى: حين يغيب الشفق،
لأن الشفق إذا غاب اسود الأفق.
قوله: " بغَلسٍ " الغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح:
وليس المراد منه: قبل طلوع الفجر الصادق؛ بل المراد أنه كان صلى
الصبح في أول وقته، وهو طلوع الفجر الصادق، وهذا الوقت يكون
غلسَا؛ لأن النور لا ينتشر فيه جدا. والحديث أخرجه البخاري،
ومسلم، والنسائي، وابن ماجه بنحوه، ولم يذكروا رؤيته لصلاة
رسول الله. قال الشيخ زكي الدين: وهذه الزيادة في قضية الإسفار
رواتها عن آخرهم ثقات، والزيادة من الثقة مقبولة.