للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لعلكم يا حُمْقُ ترجون أنه … يجينا على البُلْقِ العتاق مجرِّدا

فيا ليته لو كان يحفظ حَجَّه … ولم يعط عند الخيف مالًا معدَّدا

يشير الشاعر في هذا البيت إلى المال الذي كان يدفع من الدولة للأعراب وقد أوضحه الشاعر في النسخة الخطية للديوان إذ جاء فيها ما يلي:

(دفع المال المذكور حدث بعد وقعة نصوح باشا عام ١١٢٣ هـ لأنه فتح خُرْقًا، وقُتل قبل سدِّه وكانت الحجاج قبله يضعون أسلحتهم بالمدينة، ويتوجهون إلى الحج مجردين ثم لم تزل تزيد العربان إلى يومنا هذا).

ويوالي هذا الشاعر السخرية بالحكام العثمانيين، وكذلك بأمراء الحج الذين يصلون مع الحجاج ويتألفون البدو بدفع الأموال لهم فيقول:

فكم قد قتلنا جوخدار ومجدجي … وأيضًا مصرلي فوق ذاك وكَتْخَدا

ولم تحترك للثأر قَطُّ نفوسهم … ولا جزعوا مما أقام وأقعدا

وقد عودونا بالمداراة والرُّشا … لكلِّ امرئ من دهره ما تعودا (٢٧٨)

وهذا دليل العجز لا شك فيهم … فلا تقصدوا الشيء الذي ليس مقصدا

فقلنا لعل الله يأتي بنصره … ويبعث للفتح المبين ممهدا

وأقبل هزاع يجرُّ ذيوله … على الأرض تيها راكبا فوق أجردا (٢٧٩)

فقال عسى باصُرَّةٌ في رحالكم … فقلت نعم أهلا وسهلا بمن بدا


(٢٧٨) الشطر الثاني من البيت للمتنبي.
(٢٧٩) هزاع: هو شيخ قبيلة حرب في ذلك الزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>