للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكنَّها هدنة جاءت على دَخَن … وهدنة الجبر شرط لا يواتيها

وسار هزاع والأحوال فاسدة … والناس مضمرة أشيا تعمِّيها

وكان في قلعة السلطان طائفة … تحققت غشَّ من قد كان يغويها

فأطلعوهم إليهم في الحبال كما … تسعى الأفاعي وترقى في مراقيها

فيا لها لله بسطامية وقعت … أعادت الحرب بكرًا في مجاريها

مات الإغاء ومن في حزبه كمدًا … بها وعاد لتلك الحرب ينشيها

فأدخل الحرمَ الأعرابَ فانتهكت … هناك حرمة هاديها ومهديها

وأصعدوها ولا خافوا ولا اعتذروا … فوق المنائر ترمي من أعاليها

وصاحبُ الأمر باقٍ في تعصّبه … معها على الناس يسليها ويغريها

يصرِّف المال، مال المسلمين على … تلك العصابة يسقيها ويغذيها

وأصبح الحرم العالي وروضته … كالجبّخانة بالبارود يحشيها

لا جمعةٌ لا صلاة لا أذان بها … إلا البنادق ترمي من نواحيها

فصاحت الناس شرع الله وابتدروا … إلى الخصومة قاصيها ودانيها

وبادروا مجلس القاضي لينظر في … فصل القضا ولنار الحرب يطفيها

فصدَّر الحاكم الشرعيّ نحوهم … رسالة تقتضي الدعوى وتحتويها

فلم يردُّوا خطابا عن رسالته … إلا الرصاص جوابًا في حواشيهّا

وتَرسَّوُا مسجد الهادي وثار به … بين الفريقين حرب لست أحكيها

فيا لها زلَّة منهم وفاقرة … جاءت على رغم مفتيها وقاضيها

وقامت الحرب فيهم ترتمي شررًا … ستين أخرى يد الأعراب تذكيها

وصاحب القبر محزون بما صنعوا … غيظًا لأمته ممن يعاديها

وامتدت الحال بالبلوى إلى رجب … ومنتهى صفر قد كان باديها

فسار من عند مولانا الشريف لنا … عساكر لتلافينا يواليها

<<  <  ج: ص:  >  >>