لكنَّها هدنة جاءت على دَخَن … وهدنة الجبر شرط لا يواتيها
وسار هزاع والأحوال فاسدة … والناس مضمرة أشيا تعمِّيها
وكان في قلعة السلطان طائفة … تحققت غشَّ من قد كان يغويها
فأطلعوهم إليهم في الحبال كما … تسعى الأفاعي وترقى في مراقيها
فيا لها لله بسطامية وقعت … أعادت الحرب بكرًا في مجاريها
مات الإغاء ومن في حزبه كمدًا … بها وعاد لتلك الحرب ينشيها
فأدخل الحرمَ الأعرابَ فانتهكت … هناك حرمة هاديها ومهديها
وأصعدوها ولا خافوا ولا اعتذروا … فوق المنائر ترمي من أعاليها
وصاحبُ الأمر باقٍ في تعصّبه … معها على الناس يسليها ويغريها
يصرِّف المال، مال المسلمين على … تلك العصابة يسقيها ويغذيها
وأصبح الحرم العالي وروضته … كالجبّخانة بالبارود يحشيها
لا جمعةٌ لا صلاة لا أذان بها … إلا البنادق ترمي من نواحيها
فصاحت الناس شرع الله وابتدروا … إلى الخصومة قاصيها ودانيها
وبادروا مجلس القاضي لينظر في … فصل القضا ولنار الحرب يطفيها
فصدَّر الحاكم الشرعيّ نحوهم … رسالة تقتضي الدعوى وتحتويها
فلم يردُّوا خطابا عن رسالته … إلا الرصاص جوابًا في حواشيهّا
وتَرسَّوُا مسجد الهادي وثار به … بين الفريقين حرب لست أحكيها
فيا لها زلَّة منهم وفاقرة … جاءت على رغم مفتيها وقاضيها
وقامت الحرب فيهم ترتمي شررًا … ستين أخرى يد الأعراب تذكيها
وصاحب القبر محزون بما صنعوا … غيظًا لأمته ممن يعاديها
وامتدت الحال بالبلوى إلى رجب … ومنتهى صفر قد كان باديها
فسار من عند مولانا الشريف لنا … عساكر لتلافينا يواليها