وفي ضحى أحد الأيام حضر إليَّ من مكة الأستاذ الشاعر/ عبد الله جبر وهو يحمل في يده قطعة ورق صغيرة من حسين سحان يرحمه الله يطلب فيها نسخة من الديوان، وكان الأستاذ/ جبر يشعر بشيء من الحرج، وهو يقدم لي هذه القصاصة من الورق، فقدمها وهو يعتذر عن حسين سحان، ويشير إلى ما وصلت إليه حاله ..... قلت لا عليك ..... إنه من أحق الناس بان يهدي إليه ديوان حمزة شحاتة حتى دون أن يطلبه.
وقدمت إليه النسخة ولكني أدركت في نفس الوقت مقدار ما يعانيه يرحمه الله.
لقد طال بنا الحديث عن شعر حسين سرحان ولكني قبل أن يختم هذا الحديث أود أن أثبت له أبياتًا من قصيدة عنوانها "إيمان وتسبيح" يقول في مطلعها:
يا ذا الجلال وذا الجمال وذا الكمال
رب العجائب والغرائب والمواهب
أبرمت أمرك أي علم غير علمك .. ؟
فإذا الحقيقة والحقيقة طوع حكمك
الكون يمخر في العماء أو الهواء
والشهب تبدو في الفضاء أو السماء
والواقف الراسي يزيد تمددا
والدائر الجاري يهرول سرمدا
وطبيعة مرسومة لا تنكشف
بإرادة علوية لا تختلف
ومنها:
سُبُّوحُ يا قُدُوسُ يا رب الجنود
لمَّا مضوا في التيه وانتهكوا العهود
هل كان موسى غير عبد من عبيدك
تركوه واتبعوا الهوى في يوم عيدك
أو كان عيسى يوم أرسل من لدنكا
إلا نبي جاء بالانقاذ منكا
أو كان أحمد في الصراط المستقيم
إلا صاح لاح في ليل بهيم
نشأت جوارحه على تمجيدكا
ودعت أوامره إلى توحيدكا