روى النسائي في الكبرى كلا الوجهين الواردين عن هشيم بن بشير، وأبان أولًا عن تحقيق الصحيح من واقع الرواية عن هُشيم، وأعلَّ رواية مسعود بن جويرية عن هشيمٍ بذكر أبان في إسناده، فقال:«هذا خطأ».
ثُمَّ روى الوجه الصواب عن هُشيم في هذا الحديث، فرواه من طريق علي بن حُجْر- والتي وافقه عليها جمعٌ من أصحاب هشيم- قال: أخبرنا هُشيمٌ، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد، به.
ثُمَّ أبان عن تفرُّده بمتنه، ومخالفته لبقية أصحاب الزهري.
وبحديث هُشيم ينتهي الكلام عن أوجه الاختلاف على ابن شهاب الزهري في حديث الباب، وقد تبين من خلال ما تقدم؛ أن الصحيح منها هو الوجه الأول، الذي رواه عنه جمهور أصحابه على الصواب في متنه وإسناده.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(١) من دقيق صنيع النسائي في سننه الكبرى أن يحقق خطأ الراوي كيف روي عنهُ! ثُمَّ يتكلم عن روايته بَعدُ ويبين مخالفتها لحديث الثقات الأثبات كما تراه جليًّا في وجوه الاختلاف عن مالك، وفي الاختلاف على هشيم في هذا الوجه.