للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الله عنهما، أن رسول الله قال: " إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب، فأنا أولاكم به. وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم، وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد، فأنا أبعدكم منه" (١)

هذا [حديث] (٢) جيد الإسناد، لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب [الستة] (٣)

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي، ، قال: إذا حدثتم عن رسول الله حديثا، فظنوا به الذي هو أهدى، والذي هو أهنا، [والذي هو أنجي] (٤) والذي هو أتقى (٥) (٦)

ثم رواه عن يحيى عن بن سعيد، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي عبد الرحمن، عن علي، ، قال: إذا حدثتم عن رسول الله حديثا، فظنوا به الذي هو أهداه وأهناه وأتقاه (٧)

وقوله: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ) أي: يحل لهم ما كانوا حرموه على أنفسهم من البحائر، والسوائب، والوصائل، والحام، ونحو ذلك، مما كانوا ضيقوا به على أنفسهم، ويحرم عليهم الخبائث.

قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: كلحم الخنزير والربا، وما كانوا يستحلونه من المحرمات من المآكل التي حرمها الله تعالى.

وقال بعض العلماء: كل ما أحل الله تعالى، فهو طيب نافع في البدن والدين، وكل ما حرمه، فهو خبيث ضار في البدن والدين.

وقد تمسك بهذه الآية الكريمة من يرى التحسين والتقبيح العقليين، وأجيب عن ذلك بما لا يتسع هذا الموضع له.

وكذا احتج بها من ذهب من العلماء إلى أن المرجع في حل المآكل التي لم ينص على تحليلها ولا تحريمها، إلى ما استطابته العرب في حال رفاهيتها، وكذا في جانب التحريم إلى ما استخبثته. وفيه (٨) كلام طويل أيضا.

وقوله: (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ) أي: إنه جاء بالتيسير والسماحة، كما ورد الحديث من طرق عن رسول الله أنه قال: "بعثت بالحنيفية السمحة". وقال لأميريه معاذ وأبي موسى الأشعري، لما (٩) بعثهما إلى اليمن: "بشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، وتطاوعا ولا تختلفا". وقال صاحبه أبو برزة الأسلمي: إني صحبت رسول الله وشهدت تيسيره.


(١) المسند من حديث أبي أسيد (٣/ ٤٩٧) ومن حديث أبي حميد (٥/ ٤٢٥).
(٢) زيادة من أ.
(٣) زيادة من أ.
(٤) زيادة من أ.
(٥) في أ: "أبقى".
(٦) المسند (١/ ١٢٢).
(٧) المسند (١/ ١٣٠).
(٨) في م: "وفي ذلك".
(٩) في أ: "حين".