للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر القاضي عياض في "المشارق" أن ريم على أربعة برد من المدينة على ما قال مالك، وقيل: ثلاثين ميلا، كما في مصنف عبد الرزاق، وأن روضة خاخ موضع بحمراء الأسد من المدينة. وحكى العابدي أنه موضع قريب من مكة، والأول أصح١ ... انتهى.

ومنها: أن ابن إسحاق لم يذكر ما في كتاب حاطب من اللفظ الذي عبر به عن المعنى الذي أخبر به أهل مكة، وقد ذكر السهيلي شيئا في بيان ذلك؛ لأنه قال: "فضل في ذكر كتاب حاطب إلى قريش"، ثم قال: وقد قيل: إنه كان في الكتاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه إليكم بجيش كالليل، يسير كالسيل، وأقسم بالله لو صار إليكم وحده لنصره الله عليكم، فإنه منجز له ما وعده٢.

وفي تفسير ابن سلام أنه كان في الكتاب الذي كتبه حاطب: إن محمدا قد نفر إما إليكم، وإما إلى غيركم، فعليكم الحذر ... انتهى.

ومنها: أن ابن إسحاق لم يبين اسم اليوم الذي خرج فيه النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة لقوله: وخرج صلى الله عليه وسلم لعشر مضين من شهر رمضان ... انتهى.

وبين ذلك الحاكم النيسابوري فيما نقله عنه الحافظ مغلطاي في "سيرته"؛ لأنه قال: وخرج من المدينة في عشرة آلاف رجل، وقال الحاكم: في اثنى عشر، يوم الأربعاء، بعد العصر لعشر مضين من رمضان ... انتهى.

وذكر الأزرقي عن الواقدي ما يوافق ما ذكره الحاكم، وسيأتي ذلك -إن شاء الله- فيما بعد، عند طواف النبي صلى الله عليه وسلم بالكعبة.

ومنها: أن ابن إسحاق ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم صام في خروجه إلى مكة حتى بلغ الكديد لقوله: فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصام الناس معه؛ حتى إذا كان بالكديد بين عسفان وأمج أفطر ... انتهى.

وذكر الفاكهي خبرين يقتضيان خلاف ذلك؛ لأنه قال: حدثنا أبو بشر برك بن خلف، قال: حدثنا ابن عدي، قال: حدثنا شعبة، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح حتى بلغ عسفان٣.

وقال أيضا: حدثنا هارون بن موسى المروزي قال: حدثني إبراهيم، وحدثنا محمد بن يحيى الرماني: وحسين بن حسن المروزي، قالا: حدثنا عبد الوهاب الثقفي


١ المشارق ١/ ٢٥٠، وفيه: وحكى الصابوني أنه موضع قريب من منى.
٢ الروض الأنف ٤/ ٩٧.
٣ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>