للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبق ذكره عن الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري، أن حاملة كتاب حاطب أم سارة، مولاة لقريش. وقد سبق ذكر ذلك قريبا.

ومنها: أن ابن إسحاق لم يبين اسم المرأة المزنية التي قيل إنها حملتة كتاب حاطب؛ لقوله: ثم أعطاه امرأة، يزعم محمد بن جعفر أنها من مزينة ... انتهى.

وقد بين ذلك الحافظ مغلطاي في "سيرته"؛ لأنه قال فيما أخبرت به عنه: فكتب حاطب كتابا، وأرسله مع أم سارة المزنية حاملة كتاب حاطب، وفي هذا ما يفهم منه خلاف ما في الصحيحين.

ومنها: أن ابن إسحاق ذكر في الموضع الذي أدركت فيه المرأة حاملة كتاب حاطب فما يفهم منه خلاف ما في صحيح البخاري؛ لأن ابن إسحاق قال: فخرجا يعني عليا والزبير -رضي الله عنهما- حتى أدركاها بالخليفة خليفة١ بني أحمد ... انتهى.

والذي في البخاري عن علي -رضي الله عنه- قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير والمقداد -رضي الله عنهما، فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ؛ فإن بها ظعينة معها كتاب"، قال: فانطلقنا تعادي بنا خيلنا حتى أتينا الروضة؛ فإذا نحن بالظعينة. انتهى باختصار، وذكر البقية من القصة. أخرج هذا الحديث في غزوة الفتح، وأخرج مثله في تفسير سورة الممتحنة، وفي "باب فضل من شهد بدرا" إلا أن في الحديث الذي أخرجه في هذا الباب٢: أبا مرثد بدل المقداد، وأخرج مثل ما في هذا الباب في باب ما جاء في المتأولين في كتاب استتابة المرتدين؛ إلا أن أبا عوانة روى الحديث الذي أخرجه في "باب ماجاء في المتأولين" قال: حاج، بدل خاخ. ثم قال البخاري بعد تمام الحديث: خاخ أصح. ولكن كذا قال أبو عوانة: حاج وخاخ تصحيف، وهو موضع. وابن هشام يقول: خاخ ... انتهى.

وخاخ الذي أشار إليه البخاري أنه أصح بخاءين معجمتين، وخاخ الذي أشار إلى أنها تصحيف بحاء مهملة وألف وجيم؛ ذكر ذلك الحافظ أبو ذر الهروي؛ لأنه قال في أثناء حديث أبي عوانة: حاج بحاء مهملة وجيم، كذا الرواية هنا، والصواب بخاءين معجمتين؛ هكذا وجدته منقولا عن أبي ذر بخط بعض المحققين.

وذكر ابن عقبة: أن عليا والزبير -رضي الله عنهما- أدركا المرأة -حاملة كتاب حاطب- ببطن ريم٣ لأنه قال: فانطلقا حتى أدركا المرأة ببطن ريم ... انتهى.


١ الخليفة: قرية بينها وبين المدينة ستة أميال كما في ياقوت.
٢ الحديث أخرجه البخاري "٣٩٨٥".
٣ ريم: واد قرب المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>