للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير وأبا مرثد، وكلنا فارس. قال "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ" ١.

وذكر البخاري -أيضا- ما يفهم منه غير ما ذكر في هذا الباب؛ لأنه روي بسنده عن عبيد الله بن أبي رافع، سمعت عليا -رضي الله عنه- يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد؛ فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ" ... فذكر القصة، وهذا الحديث أخرجه في باب غزوة الفتح من كتاب المغازي٢.

ومنها: أن كلام ابن إسحاق يقتضي أن المرأة التي معها كتاب حاطب بن أبي بلتعة أخرجته لعلي -رضي الله عنه- ومن معه من قرون رأسها؛ فاستخرجت الكتاب منها، فدفته إليه ... انتهى.

وذكر ابن إسحاق قبل ذلك ما يدل له، وذكر ابن عقبة ما يوافق ما ذكره ابن إسحاق، وذكر البخاري أيضا ما يوافق ذلك؛ لأن في الحديث الذي رواه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي -رضي الله عنه: فأخرجته من عقاصها٣، وذكر البخاري ما يقتضي أنها أخرجته حجزتها٤؛ لأن في الحديث الذي رواه في كتاب "استتابة المرتدين" الذي فيه ذكر أبي مرثد: "فأهوت إلى حجزتها وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الصحيفة".

وذكر مثل ذلك في الحديث الذي أخرجه في باب "فضل من شهد بدرا" من رواية أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي -رضي الله عنه- وفيه ذكر أبي مرثد -رضي الله عنه- وقوله في هذين الحديثين: أخرجته من حجزتها بكساء، يقتضي أنها أخرجته من وسطها؛ لأن الكساء لا يحتجز به في الرأس لكبره؛ وإنما يحتجز به في الجسد لستره البدن؛ وذلك يخالف ماذكره ابن إسحاق من أنها أخرجته من قرون رأسها، ويخالف أيضا ما ذكره البخاري من حديث عبيد اللهبن ألأبي رافع عن علي -رضي الله عنه.

ومنها: أنه ابن إسحاق ذكر أن اسم المرأة التي حملت كتاب حاطب: سارة، وزعم لي غيره أنها مولاة لبعض بني عبد المطلب ... انتهى. وقد سبق في الحديث الذي


١ روضة خاخ: موضع بين الحرمين بقرب حمراء الأسد "معجم البلدان ٣/ ولعلها قرب الموضع المسمى بالحمراء في طريق المدينة-مكة".
٢ أخرجه البخاري "٤٢٧٤".
٣ العقاص: جمع عقصة أو عقيصة، وهي الضفيرة من الشعر إذا لوى وجعل قبل الرمانة أو لم تلو.
٤ الحجزة: يقال: احتجز الرجل: إذا شد إزاره على وسطه، والحجزة: موضع الشد.

<<  <  ج: ص:  >  >>