للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: أن ابن إسحاق ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مع علي، الزبير بن العوام -رضي الله عنهما- لإحضار كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين بمكة، يخبرهم فيه بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم.

وذكر الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري في "المبهمات" خبر كتاب حاطب، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث لطلب الكتاب عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- وفي الخبر الذي ذكره الحافظ عبد الغني أمور لا تفهم من الخبر الذي ذكره ابن إسحاق في ذلك؛ فنذكره لمافيه من الفائدة. قال الحافظ عبد الغني بعد أن ذكر حديثين ليس فيهما بيان ما تعرف به المرأة التي حملت كتاب حاطب: هذه المرة الحاملة لكتاب حاطب بن أبي بلتعة -رضي الله عنه- هي أم سارة، مولاة لقريش، والحجة في ذلك ما حدثنا به يعقوب بن المبارك، أن محمد بن جعفر بن أعين حدثهم، قال: حدثنا الحسن بن بشر بن مسلم الكوفي سنة عشرين، قال: أخبرنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس -رضي الله عنه- قال: أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم فتح مكة، إلا أربعة من الناس: عبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة الكناني، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وأم سارة، ثم قال بعد أن ذكر خبر ابن خطل، وابن أبي سرح، ومقيس بن صبابة: وأما أم سارة فإنها كانت مولاة لقريش، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الحاجة، فأعطاها شيئا ثم أتاها رجل فدفع إليها كتابا إلى أهل مكة، يتقرب بذلك إليهم ليحفظه في عياله، وكان له بها عياله فأخبر جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك؛ فبعث في أثرها عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- فلحقاها، ففتشاها، فلم يعثرا على شيء معها، فأقبلا راجعين؛ فقال أحدهما لصاحبه: والله ما كذبنا ولا كذبنا، ارجع بنا إليها، فرجعا إليها، فسلا سيفيهما، وقالا: والله لنذيقنك الموت أو لتدفعن إلين الكتاب؛ فأنكرت. ثم قالت: أدفعه إليكما على أن لا ترادني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلا ذلك منها، فحلت عقاص رأسها، فأخرجت الكتاب من قرن من قرونها، فدفعته إليهما، فرجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعاه إليه ... انتهى باختصار.

ومنها: أن كلام ابن إسحاق لا يفهم منه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث يطلب كتاب حاطب مع علي -رضي الله عنه، غير الزبير بن العوام -رضي الله عنه، لقوله وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء، بما صنع حاطب، فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- ... انتهى.

وذكر البخاري ما يقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مع علي والزبير -رضي الله عنهما- أبا مرثد؛ وذكر ذلك في كتاب "استتابه المرتدين" في باب ما جاء في المتأولين؛ لأنه روي عنه بسنده إلى أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه، أنه

<<  <  ج: ص:  >  >>