للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩- صفة المكروه الذي يمكن التأمين ضده:

ليس كل ما يتعرض له الإنسان من المخاطر قابل للتأمين ضده، إذ إن بعض المخاطر التي يتعرض لها الإنسان غير قابلة للحساب ولا التوقع، ولا بد أن تتوافر على المكروه الذي يمكن أن يكون موضوعًا للتأمين صفات معينة يمكن عند وجودها أن تكون مادة لعمل شركة التأمين، فتقوم بحساب مقدار الخطر وتقدير أقساط التأمين اللازمة للتعويض عند وقوع المكروه. وهذه الشروط هي:

أ- وجود عدد كافٍ من المستأمنين يمكن من إعمال قانون الأعداد الكبيرة (١) ، فإذا كان العدد قليلًا لا يمكن لشركة التأمين حساب المخاطرة، ومن ثم لا تستطيع تقدير قسط التأمين.

ب- أن تكون الخسارة الناتجة عن المكروه واضحة لا لبس فيها، والموت هو أكثر المكروهات وضوحًا، ولذلك فإن أيسر عمليات التأمين من ناحية الحساب هي التأمين على الحياة، لأن التعويض فيه مرتبط بواقعة لا يختلف عليها. وليست كل أنواع المكروهات بهذا الوضوح، فالتأمين الصحي مرتبط بالمرض، لكن المرض لا يمكن دائمًا التأكد من وقوعه (مثل آلام الظهر لا يوجد حتى الآن جهاز يستطيع أن يثبت عدم وجود هذه الآلام التي قد يحس بها الإنسان مع كون جميع أجزاء جسده في أحسن حال) .

ج- أن يكون وقوع المكروه غير متعمدة، وألا يكون للمستأمن يد في وقوعه؛ فإذا احترق مستودع التاجر بفعله لم تدفع الشركة التعويض له (٢) .


(١) أما ما نسمعه من تأمين مغنية على حنجرتها، أو تأمين وكالة الفضاء الأمريكية على مركبة تطلقها إلى الفضاء؛ فهذا ليس تأمينًا بالمعنى الغني لعدم إمكانية إعمال قانون الأعداد الكبيرة ولا يقوم به إلا لويدز، عن طريق تفتيت المخاطر على ما أطلق على (الأسماء) .
(٢) وهناك نوع من التأمين يسمى (No fault) أي إن التعويض يدفع بصرف النظر عن المتسبب، وهو يستخدم في الحالات التي يصعب فيها إثبات المتسبب، كالتأمين على السيارات.

<<  <  ج: ص:  >  >>