للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن تفادي المخاطر والحرص على السلامة طبع للإنسان وهو جزء من فطرته التي يشترك فيها مع كل كائن حي، ولذلك فالتأمين تدفع إليه هذه الغريزة، ويعد جزءًا من سعي الإنسان بطرق متعددة للحرص على السلامة، وهذه الطرق عرفها الإنسان منذ القديم وتبناها واعتمد عليها بدرجات مختلفة حتى يوم الناس هذا يواجه بها المخاطر التي تحدق به في حياته، منها:

أ- الحذر والحيطة، بالابتعاد عن الأماكن والأحوال التي تزيد من احتمال وقوع المكروه، مثل الامتناع عن الأفعال والسلوك الذي يسبب الضرر في الحل والترحال والعمل والراحة، كالسرعة في قيادة السيارة، وإهمال صيانة الأجهزة، ونحو ذلك.

ب- ومن طرق مواجهة المخاطر الترتيبات التي يتبناها الفرد لنقل هذه المخاطر إلى جهة أخرى، فالمقاولة من الباطن، على سبيل المثال، هي وسيلة لنقل مخاطر العمل من العاقد الأصلي إلى أطراف أخرى. وكذلك الشروط في العقود التي تحمي بعض أطرافها، والشروط الجزائية وطرق الاحتماء المختلفة في المعاملات التجارية، كل ذلك غرضه نقل المخاطر إلى جهة أخرى ومن ثم السلامة من عواقبها.

جـ- ومن ذلك أيضًا السعي نحو تقليل الخطر بالتنويع، فلا يضع الإنسان (البيض كله في سلة واحدة) كما يقولون، من ذلك مثلًا توسيع العمليات التي تقوم بها الشركة على رقعة جغرافية أكبر، فالخطر الذي تتعرض له الشركة التي يكون لها (٥٠) مستودعًا اقل للمستودع الواحد من تلك التي يكون لها مستودع واحد كبير. . . إلى آخر ذلك مما هو معروف لا يحتاج إلى بيان، وكله يدل على سعي الإنسان إلى تفادي المخاطر.

<<  <  ج: ص:  >  >>