للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرعاية الصحية للمسنين:

أ- خصائص الأوضاع الصحية عند المسنين:

١- الحجم: إن حجم المسنين يتزايد بشكل مطرد، سواء كان تزايدًا عدديًا أو نسبيًا، ففي عام (٢٠٠٠م) ستصل نسبة المسنين (فوق الستين) إلى (٩.٦ %) من مجموع سكان العالم، وفي العام (٢٠٢٠م) ستصل إلى (١٢.٥ %) .

٢- العجز: إن (٢٩ %) من المسنين مصابون بعجز في القيام بأحد الفعاليات اليومية مقابل (٧ %) عند غير المسنين. وهذه من أصعب المشاكل التي يواجهها المسنون، وتستدعي التخطيط المسبق لزيادة حجم مرحلة الاعتماد على النفس.

٣- التكلفة: إن المسنين هم أكثر الفئات أستخدامًا للخدمات الصحية، وهم الأكثر استهلاكًا لكل الإمكانات الطبية، سواء في مجال إشغال الأسرة في المستشفيات، أو بكمية الأدوية المستهلكة، وقد بلغت النفقات الحكومية على المسنين في بعض المجتمعات ثلاثة أضعاف نفقاتها على الأطفال. وإن (٣٠ %) من نفقات العناية الحية تصرف على المسنين، رغم أن نسبتهم تبلغ حوالي (١١ %) من مجموع السكان.

٤- تعدد أمراض المسنين:

كثيرًا ما يصاب المسن بأكثر من مرض، وتشير الدراسات إلى أن المسن قد يصاب بـ (٤ – ١٠) أمراض في آن واحد.

إن هذه الخصائص الأربع تُظهر بوضوح أن المشاكل الصحية عند المسنين تشكل التحدي الأكبر لكل الأنظمة الصحية، ولكل الأنظمة ذات العلاقة. وهذا يستوجب التخطيط العلمي السليم منذ الآن، والتصدي المبكر حالًا، حتى لا تكون الخسائر جسيمة والثمن باهظًا. وإن الرعاية الصحية للمسنين يمكن أن تُقدَّم من خلال مستويين:

١- الرعاية الصحية الأولية، والمتمثلة في حصول المسنين على نصيب عادل من الخدمات الصحية بما يتناسب مع احتياجاتهم.

٢- خدمات طب الشيخوخة: وهذه الخدمات تضم طاقمًا متعدد الاختصاصات، ومنهم الطبيب والممرضة والاختصاصي والاجتماعي والنفسي وغيرهم. ولابد من وجود أقسام أو مستشفيات وقفًا على أمراض الشيخوخة. ولابد من التأكيد أن العناية الصحية بالمسنين ليست محصورة في مستشفى أو عيادة، بل هي نظام يمتد إلى المنزل والمؤسسات والمجتمع (١) .


(١) الشيخوخة: أسباب – تطور – جوانب، د. محمد بشير شريم، ص ٢٤٤ – ٢٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>