للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمهيد

المنهجية (١) : مصدر مأخوذ من المنهج، وهو: فن التنظيم لسلسلة الأفكار العديدة للكشف عن الحقيقة إن كانت مجهولة، أو البرهنة عليها إن كانت معلومة (٢) .

ويمكن تعريف (المقارنة) بأنها: النظر في اثنين أو أكثر مما يشترك في الطبيعة والصفات الأساسية، لإبراز مواطن الاتفاق والافتراق، وقد ينضم إلى ذلك الترجيح بوجه من وجوهه المقررة.

والدراسات المقارنة الفقهية تسمى: (علم الخلاف العالي) . وعن فن الخلاف يقول الشيخ عبد القادر بدران: علم يعرف به كيفية إيراد الحجج الشرعية ودفع الشبهة، وقوادح الأدلة الخلافية بإيراد البراهين القطعية، وهو الجدل الذي هو قسم من أقسام المنطق، إلا أنه خص بالمقاصد الدينية.

وقد يعرف بأنه: علم يقتدر به على حفظ أي وضع وهدم أي وضع كان بقدر الإمكان. ولهذا قيل: الجدلي إما مجيب يحفظ وضعًا، أو سائل يهدم وضعًا (٣) .

وعرفها أحد الأساتذة الباحثين (المنهجية) : بأنها عرض المذاهب الفقهية والآراء الاجتهادية المختلفة والاستدلال لكلٍّ، ثم المقارنة بينها للتوصل إلى الرأي الراجح منها، والعرض إما حسب الاتجاهات الفقهية إذا كان بين بعضها اتفاق، أو عرض الآراء المختلفة على انفراد إذا كانت متباينة، وذلك مع تحرير محل النزاع لاحتمال أن الخلاف لفظي، ثم عرض الأدلة ومناقشتها والانتهاء بالترجيح، أو الاجتهاد الجديد لمن له أهليته (٤) .


(١) المنهجية: مصدر صناعي لكلمة (منهج) التي هي مصدر أيضًا، فيكون الغرض من وضع مصدر صناعي لها التعبير عن المعاني المتعددة التي يحملها لفظ المنهج بحسب خصائصه وطرائقه، وهذا من قبيل ما يقع من النسبة إلى لفظ الجمع بدلًا من المفرد إرادة معنى أوسع، أو التنويه بقصد خاص من اللفظ.
(٢) منهج البحث الفقهي، للأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان، ص١٥.
(٣) المدخل إلى مذهب أحمد بن حنبل، للشيخ عبد القادر بدران، ص٢٣١.
(٤) منهج البحث الفقهي، د. أبو سليمان، ص٢٤٥، ٢٤٨ - ٢٤٩، ومن مراجعه: غياث الأمم، ص٤١٧، وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>