التضخم تبعاً للتعريف العام لا يعني الكساد الذي تحدث عنه الفقهاء وإنما يدل فقط على انخفاض قيمة النقود، ولكن إذا نظرنا في أنواع التضخم وجدنا ما يبين حالة الكساد. وننظر في مفهوم الكساد لنرى متى يمكن الربط بينه وبين التضخم.
وجاء في لسان العرب تحت مادة "كسد" قول ابن منظور: الكساد: خلاف النفاق ونقيضه، والفعل يكسد. وسوق كاسدة بائرة. وكسد الشيء كساداً، فهو كاسد وكسيد، وسلعة كاسدة. وكسدت السوق تكسد كساداً: لم تنفق، وسوق كاسد، إلا هاء. (ملحظ: لعل فيه لغتين؛ لأنه ذكر من قبل بإثبات الهاء، وستأتي إشارة إلى هذا) .
وفي مادة نفق قال ابن منظور: نفق البيع نفاقاً: راج. ونفقت السلعة تنفق نفاقاً، بالفتح. غلت ورغب فيها. وفي الحديث:"المنفق سلعته بالحلف الكاذب"، المنفق بالتشديد من النفاق، وهو ضد الكساد. ومنه الحديث "اليمين الكاذبة منفقة للسلعة ممحقة للبركة"، أي هي مظنة لنفاقها وموضع له.
وفي الحديث عن ابن عباس:"لا ينفق بعضكم بعضاً"، أي لا يقصد أن ينفق سلعته على جهة النجش، فإنه بزيادة فيها يرغب السامع فيكون قوله شبباً لابتياعها ومنفقا لها، ونفق الدرهم ينفق نفاقاً: كذلك، كأن الدرهم قل فرغب فيه. وفي حديث عمر: من حظ المرء نفاق أيمه، أي من سعادته أن تخطب نساؤه من بناته وأخواته، ولا يكسدن كساد السلع التي لا تنفق.
وبين ابن عابدين في رسالته (ص٥٩-٦٠) مفهوم الكساد في اللغة وعند الفقهاء فقال: (الكساد لغة –كما في المصباح- من كسد الشيء، يكسد، من باب قتل: لم ينفق لقلة الرغبات، فهو كاسد وكسيد، يتعدى بالهمزة فيقال: أكسده الله وكسدت السوق فهي كاسدة بغير هاء في الصحاح وبالهاء في التهذيب. ويقال أصل الكساد الفساد.