أولًا: علينا أن نقوى جبهتنا الداخلية كما سمعنا من بعض الإخوة، وذلك باجتماع شمل المسلمين ورأب صدعهم وتوحيد صفهم، دين الإسلام جاء داعيًا للوحدة كما جاء داعيًا إلى التوحيد نهي عن التفرق كما نهي عن الإشراك بالله تبارك وتعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} ، ثم بجانب ذلك علينا أن نغرس أيضًا في نفوسنا ونفوس أبنائنا الثقة بهذا الدين وأن نغرس هذه الثقة في حكامنا، بحيث لا يتصورون الإسلام شبحًا مخيفًا وخطرًا رهيبًا، كما يحاول أعداء الإسلام أن يصوروه لهم، علينا أن نعرفهم بأن عزتهم إنما تكمن بهذا الإسلام، وذلتهم إنما هي في البعد عن الإسلام الحنيف، وقد حرص أعداء الإسلام ـ كما سمعنا ـ أن يصوروا كل شاب مسلم يتمسك بدين الله خطرًا يهدد الأمن في البلاد، فوصموا المتمسكين بالإسلام بشتى التهم وألبسوهم أثواب الدعايات الفاجرة المختلفة، وحاولوا أن ينبزوهم بشتى الألقاب المنفرة منهم، كل ذلك لأنهم يعملون بأن تمسك المسلم بالإسلام هو الذي سيزلزل الأرض من تحت أقدامهم ما داموا معرضين عن هدى الله تبارك وتعالى، وعلينا أن نسعى لنشر المعارف الإسلامية، ونشر المعارف الإسلامية إنما يتم بوسائله المعروفة , ومن أهم هذه الوسائل نشر اللغة العربية، فاللغة العربية يجب أن تنشر في أوساط المسلمين جميعًا من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب، وإذا كان المستعمر في كل البلاد يفرض لغته لأجل أن تنقل هذه اللغة إلى أبناء تلك البلدة أدبه وأفكاره فكيف بلغة الدين الحنيف لا تنشر في أوساط المسلمين، مع أن هذه اللغة لم تعد لغة العرب وحدهم بعد ما كانت وعاء لكلام الله سبحانه وتعالى، وقد خاطب الله تبارك وتعالى بها عباده في كتابه المبين، كما أن العباد المسلمين عندما يمثلون بين يدى الله تعالى يخاطبونه بها عندما يقولون: إياك نعبد وإياك نستعين، وقد قلت غير مرة إن من العار والخزى أن يحسن المسلم ـ أيًّا كانت جنسيته وأيًّا كان جنسه ـ اللغة الأجنبية لغة المستعمر الدخيل ولا يحسن اللغة التي خاطبه الله تبارك وتعالى بها، نحن معاشر المسلمين علينا أن نسعى إلى نشر هذه اللغة حتى لا نحتاج إلى ترجمة فيما بيننا، يجب أن تزول التراجم في بلاد الإسلام من أقصاها إلى أقصاها، ولا ترشح لغة لربط المسلمين بعضهم ببعض غير لغة القرآن بعدما كانت وعاء لكلام الله وكانت أيضًا وعاء لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف يفهم المسلم الإسلام الصحيح على أصوله وهو لا يفهم هذه اللغة، وعلينا أن نردم أو نسعى إلى ردم هذه الهوة السحيقة ما بين قيم الإسلام ومبادئ الإسلام وبين واقع الأمة الإسلامية، وعلينا أن نعرف أن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، بحيث نعتد بموراثنا الفكرية وتاريخنا العظيم، ولا نحاول أن ننفصل عن ماضينا، ونحن فصلنا عن ماضينا في كثير من القضايا على الأقل قضية التاريخ، الآن مع الأسف الشديد تسأل المسلم عن اليوم فيجيب بالشهر الأفرنجى عن الشهر غير الإسلامي، ولا يتحدث عن الشهر الإسلامي، مع أن الله تبارك وتعالى يقول {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ} .