للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبحسبي أن أذكر بعض هذه الشبهات حول تاريخ القرآن الكريم، على سبيل الإجمال دون الخوض في تفاصيلها لأن ذلك يحتاج إلى بحث منفصل وهي كما يلي:

(أ) روايات وشبهات حول تدوين القرآن:

ثبت في صحيح السنة أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ جمع القرآن حفظًا، ثم ظاهر الحفظ وأكده بكتابة النص القرآني، فاتخذ كُتّابًا للوحي بلغت عدتهم على ما جاءت به الروايات، ثلاثة وأربعين، وكان من بينهم الخلفاء الأربعة، والزبير بن العوام، وغيرهم، وكان زيد ألزم كتاب الوحي للنبي (١) .

وقد وردت روايات أخرى صحيحة تؤكد صحة ما دون من القرآن (٢) . كما وردت روايات أخرى تتعلق بتدوين القرآن الكريم ـ وهي روايات هزيلة كتلك التي أوردها السيوطي في الإتقان عن زيد بن ثابت قال: (قبض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يكن القرآن قد جمع في شيء) وروايات أخرى في الإتقان (٣) .

وقد نقد العلماء أسانيد السيوطي وبينوا أنها تشتمل على بعض الرواة الضُعفاء والمجهولين كما في كتب الرجال والطبقات (٤) .

على الرغم من ضعف رواية السيوطي فهي أرجح في نظر المستشرقين لمطابقتها ما روي من خوف عمر، وأبي بكر، رضى الله عنهما، لما استحر القتل بالقراء في موقعة اليمامة فلو كان القرآن قد كتب وجمع لما كانت هناك علة لخوفهما (٥) , كما أورد ابن أبي داود وغيره، بعض الروايات الضعيفة، التي تؤكد الروايات السابقة التي تعلق بها المستشرقون وراحوا يؤكدون من خلالها فكرة عدم تدوين الوحي في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (٦) .


(١) انظر: تاريخ القرآن لابن عبد الله الزنجاني: ص ٤٢
(٢) راجع: صحيح البخاري، ٥/ ١٨٣؛ والترمذي: ١١/ ٢٢٥
(٣) الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي: ١/ ٥٧
(٤) دراسات في القرآن: د. السيد خليل: ص ٨٨
(٥) آثر جفري: كتاب المصاحف: ص٥
(٦) كتاب المصاحف: لابن أبي داود، آثر جفري: ص ٨، ٩، ٢٠، وانظر: القرآن بلاشير ترجمة رضا سعادة: ص ٢٩، ٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>