وخطورة هذه السيطرة أنها تضمن تشكيل الأجيال الناشئة وفق أهداف محددة تتلخص في النقاط التالية:
١-تشويه صورة الإسلام: وهذا التشويه لا يقتصر على جانب واحد ولا يشكك في نقطة بعينها، بل يشمل الإسلام بجميع جوانبه، وفي كل ركائزه.
٢- التشكيك في تاريخ الأمة: لكى تبتر صلة هذه الأمة بتاريخها، فلابد من تشويه، والتشكيك في مفاخره، والتركيز على مباذله، بحيث تنمو أجيال لا تعرف منه إلا عصور الظلم والاستعباد وفترات القلق والاضطهاد، وبذلك كله يرى الناشئ تاريخ أمته مسلسًا من العذاب, وحلقات من السواد (١) .
٣- التشكيك في حاضر الأمة: لا يقتصر الأمر على تاريخ بل يمتد إلى حاضر, فإذا شكل الشباب الجديد على كراهية لهذا الحاضر, ونفور من تخلفه واقشعرار من رجعيته، فالسلوك الطبيعي أن يبحث له عن مخرج، وأن يستطلع نافذة جديدة يستنشق منها الهواء الصحي والصحيح.
٤- التشكيك في مستقبل الأمة: إذا كان الماضي رجعيًّا، والحاضر عفنًا، فكيف سيكون المستقبل؟!.... لابد أنه ظلام وبوار وخراب ...
إذن فلنغض البصر عن ماضينا, ولننصرف عن حاضرنا، ولنندمج في غيرنا لكى يأتى المستقبل مشرقًا زاهرًا وضاء.
فالتخلف الإسلامي لا علاج له إلا بالمستقبل الغربي أوالشرقي.
٥ـ تشويه شخصية الأمة: بعد التشويه، والتشكيك، تتم مرحلة التذويب بحيث تفقد الأمة الإسلامية هويتها، وتذوب فيما يغاير طبيعتها، وينافر عقيدتها.
وتذويب شخصية الأمة من الممكن أن يتم بعشرات الوسائل مباشرة وغير مباشرة، وواضحة وضمنية.
٦ـ إحلال عناصر ثقافية جديدة بعد التشويه, والتشكيك، والتذويب لا يبقى غير زراعة ثقافة جديدة توجه العقول، وتحكم السياسية، وتصنع القرارات، وتحرك الشخصيات، وتشوه الضمائر.. فلو ضمنت أجهزة الغزو أن المسلمين حملوا دينًا غير دينهم، أو فهموا دينهم فهمًا خاطئًا، وانحرفوا عن جادة الطريق فذلك هو الانتصار الكبير، وتلعب بالقيادات.
(١) راجع تفاصيل التشويه في كتاب: الغزو الفكري وأثره في المجتمع الإسلامي المعاصر لمؤلفه: على عبد الحليم محمود، دار البحوث العلمية، الكويت / ١٣٩٩هـ: ص ٣١ـ١٢٠ وراجع عباس محمود العقاد ما يقال عن الإسلام، موسوعة العقاد الإسلامية، المجلد الخامس، دار الكتاب العربي، بيروت ١٣٩١هـ