للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم تتابعت العصور على ذلك الجدل في القرآن وعلى ما هو أشنع منه حتى أفضينا به في العصر الحديث إلى أقبح الشناعة يوم فرض الاستعمار الغربي الغازي على مدارسنا منهجًا من الدراسة يضعف دراسة اللغة العربية، وينحيها رويدًا رويدًا، ويشجع العامية ويدعو إليها حتى يقطع الصلة بين الأمة وكتابها العزيز فيصبح كتابًا غير مفهوم، فيهجره الناس، كما فعل المشركين من قبل: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا} (١) .

وبهجر القرآن وعدم القدرة على فهمه يكون قد تم القضاء على المصدر الأعظم للإسلام وبالتالي يتم القضاء على الإسلام.

وقد سلك الغزاة الجدد في سبيل القضاء على القرآن كل السبل والوسائل، ولكن كان الله تعالى ـ وما يزال ـ لهم ولأمثالهم بالمرصاد ففشلت كل محاولاتهم، وضلت جميع وسائلهم، وبقي القرآن الكريم وسيبقى إلى يوم الدين كما أنزله الله تعالى قويًّا عزيزًا محفوظًا: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (٢) .

{بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (١٩) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠) بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} (٣) .


(١) سورة الفرقان: الآية ٣٠
(٢) سورة الحجر: الآية ٩
(٣) سورة البروج: الآيات ١٩ ـ ٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>