للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولننتقل ـ بعد هذا ـ إلى مجال الفساد الأخلاقي لنجد الحملة ـ هنا ـ أكثر ضراوة وإمعانًا.

إذا شئنا أن نستوعب كل المساحة الثقافية ـ من خلال المنظور الإنساني الإسلامي ـ كان من المحتم القول بأنها ـ أي المساحة الثقافية ـ تمتد إلى حيث تمتد التركيبة الإنسانية نفسها، وهذا يعني شمولها للجوانب الإنسانية الثلاثة التالية:

١ ـ الجانب التصوري والعقائدي، بما يشمل كل المفاهيم التي يملكها الإنسان عن الكون والحياة والإنسان، وبالشكل الذي تناول السنن التاريخية والقوانين الحاكمة كلها.

٢ ـ الجانب الإحساسي العاطفي: بما يشمل الغرائز والميول الأصيلة والمعدلة تبعًا للتربية الخاصة، وتكوين المصاديق المتعالية، كتحويل حب الذات الضيقة إلى حب الذات المتسعة الخالدة، من خلال الإيمان بالآخرة.

٣ ـ الجانب السلوكي العملي: وهو بطبيعة الحال يسري لكل موقف يتخذه الإنسان، حتى فيما بينه وبين نفسه، كما أنه متأثر بالجانبين السابقين تمام التأثر، وخصوصًا بالجانب الثاني، بعد أن فسر المحللون النفسيون الإرادة الإنسانية بالشوق المؤكد، رغم أن الشوق المؤكد هو المرحلة الأخيرة التي تسبق تصميم الإنسان على العمل ـ كما نعتقد ـ فإن الإنسان يبقى يمتلك الحرية في أحرج الضغوط العاطفية.

<<  <  ج: ص:  >  >>