ولذلك أقترح على هذا الجمع الكريم أن يكون لجنة عالية للخروج بصيغة هامة في هذا الأمر كما ذكرت وهذا يكون من صميم واجباتنا وهو تقديم النصح الهادئ، وكذلك تنوير الناس بحكم الله تعالى فيما يجِدّ من مثل هذه النوازل وفيما نحن فيه من فتنة ومحنة، ويقول الله تعالى:{وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} .
كما أرجو من إخواني العلماء عند مناقشتهم ومداخلاتهم في هذا الأمر أن يضعوا وحدة الأمة وما يرضي الله تعالى نصب أعينهم , وأن ينبذوا كل دواعي الهوى والخلاف والأحقاد. ونحن، يا سيادة الرئيس، مع هذا الذي حصل، وحدة المسلمين بعد الذي حصل ليست مستحيلة، فهذه هي أوروبا التي تدعي اليوم أنها قد اتحدت مرت بأسوأ الحروب وأشنع الحروب في تاريخ البشرية , والقرون الوسطى تشهد بأشنع الفعائل وأشنع الحروب , فهذه الكنيسة تشن حملة وحروبًا مئات السنين على الدولة ويتحاربون بينهم قبائل، وجماعات حروبًا تخزي منها جبين البشرية. ولذلك بعد ذلك أمعنوا الفكر والعقل واستطاعوا أن يحققوا درجة من الوحدة.
فلذلك، يا سيادة الرئيس، أنا لا أرى أن هذا الذي حصل وأن الوحدة بعده وتماسك المسلمين واتحادهم ليس مستحيلًا، ولذلك أدعو هذا المجمع وأرى أن هذا من واجبنا أن نخرج بصيغة تدعو حكام المسلمين إلى الاجتماع وإلى التشاور وإلى التفكير في هذا الأمر؛ لأننا نحن كأمة مسلمة نتألم الآن أشد الألم وشعوبنا متألمة أشد الألم وتحيط بنا مخاطر لا حد لها.
يا سيادة الرئيس، هذه هي مثال ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية، أعداء أشد العداوة وفي حرب شديدة عسكرية وفكرية سنحت لهم الفرصة فإذا بهم يتحدوا ويحققون الوحدة، ما كانت تخطر ببال أحد من الناس.
أنا، يا سيادة الرئيس، أقول هذا الحديث وأشهد الله تعالى أن هذا الأمر الذي تكلمت فيه لم تمله على دولة ولا أحد من الناس ولا جماعة من الجماعات , إنما أعبر عنه برأيي كمسلم من المسلمين يحس ما يحسون وأدعو إلى ما يدعون إليه، ولنذكر قول الله تعالى:{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} .
وبالله التوفيق والهداية. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.