بنفسيات زملائه ورجاله وقابلياتهم، فيلقي على عاتق كل واحد منهم ما يتناسب مع نفسيته وقابليته وكفايته.
وكان يثق بزملائه ورجاله ورؤسائه ويحبهم، ويبادلونه ثقة بثقة، وحبا بحب، وكانت شخصيته قوية جدا، لا يبالي أن يحاسب الأمراء والولاة والقادة دون مجاملة أو التزام إلا بالحق وحده دون سواه.
وكان ذا ماض مشرف مجيد، فهو من قدامى الصحابة وأشرافهم وشجعانهم، وعلمائهم، وخدماته للإسلام والمسلمين واضحة للعيان، كما أنه كان من أشراف الأوس ومن بيوتاتهم الكريمة في الجاهلية وفي الإسلام.
وكان يعرف مبادئ الحرب بالفطرة السليمة التي تدل على استعداد فطري للجندية عامة والقيادة خاصة.
فهو يطبق مبدأ اختيار المقصد وإدامته، ويحرص غاية الحرص على تحقيق مقصده بدأب واستمرار، دون أن يشتت جهوده من أجل تحقيق أهداف ثانوية تصرفه عن تحقيق مقصده كاملا.
وهو يطبق مبدأ التعرض، فكل معاركه جنديا وقائدا معارك تعرضيه، ولم يخض معارك دفاعية في حياته القتالية.
وهو يطبق مبدأ المباغتة، أهم مبادئ الحرب على الإطلاق، وقد باغت في إحدى سراياه عدوه مباغتة كاملة بالزمان كما ذكرنا.
وهو يطبق مبدأ الأمن، وكان غالبا المسئول الأول عن قضايا الأمن في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم قائدا لحرسه وقائدا لحرس معسكره، فلم يستطع العدو أن يباغت قوات المسلمين أبدا، لأن ابن مسلمة كان حذرا كل الحذر، يقظا كل اليقظة.
تلك هي أبرز سمات محمد بن مسلمة جنديا وقائدا، فلا عجب أن يكون موضع ثقة النبي صلى الله عليه وسلم في حياته المباركة وموضع ثقة خلفائه من بعده، وأن يستطيع أن يؤدي