للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو حاتم البستي في كتاب " الثقات ": عبد الحميد بن حميد بن نصر الكشي، وهو الذي يقال له: عبد بن حميد، وكان ممن جمع وصنف، مات سنة تسع وأربعين ومائتين.

قلت: فأما قول من قال: إنه توفي بدمشق، فإنه خطأ فاحش. فإن الرجل ما رأى دمشق لا في ارتحاله، ولا في شيخوخته. وقد وقع لنا المنتخب عاليا، ثم لصغار أولادنا.

أخبرنا أبو الحسين اليونيني، وجماعة، قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا أبو الحسن الداودي، أخبرنا ابن حمويه، أخبرنا إبراهيم بن خزيم، حدثنا عبد بن حميد، أخبرنا علي بن عاصم، عن الجريري، عن أبي نضرة، حدثني أبو سعيد الخدري، قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة، فقال له الناس: يا رسول الله، قد كثر الناس، وإنهم يحبون أن يروك، فلو اتخذت منبرا تقوم عليه. قال: من يجعل لنا هذا؟ فقال رجل: أنا، ولم يقل: إن شاء الله، فقال: وما اسمك؟ قال: فلان. قال: اقعد، ثم عاد، فقال كقوله، فقام رجل. فقال: تجعله؟ قال: نعم، إن شاء الله. قال: ما اسمك؟ قال: إبراهيم. قال: اجعله، فلما كان يوم الجمعة، اجتمع الناس للنبي -صلى الله عليه وسلم- من آخر المسجد، فلما صعد المنبر، فاستوى عليه، واستقبل الناس، حنت النخلة، حتى أسمعتني، وأنا في آخر المسجد. قال: فنزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المنبر، فاعتنقها، فلم يزل حتى سكنت، ثم عاد إلى المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: إن هذه النخلة إنما حنت شوقا إلى رسول الله لما فارقها. فوالله لو لم أنزل إليها فأعتنقها، لما سكنت إلى يوم القيامة.

هذا حديث متصل الإسناد غريب.

ومات معه في العام عمرو بن علي الفلاس، وهشام بن خالد الأزرق، ومحمود بن خالد الدمشقي، ورجاء بن مرجى الحافظ، وخلاد بن أسلم، وسعيد بن يحيى الأموي، وآخرون.