قلت: لم يكن سعيد متأخرا عن رتبة أهل الشورى في السابقة والجلالة ; وإنما تركه عمر رضي الله عنه؛ لئلا يبقى له فيه شائبة حظ ; لأنه ختنه وابن عمه، ولو ذكره في أهل الشورى لقال الرافضي: حابى ابن عمه. فأخرج منها ولده وعصبته. فكذلك فليكن العمل لله.
خالد الطحان: عن عطاء بن السائب. عن محارب بن دثار قال: كتب معاوية إلى مروان والي المدينة، ليبايع لابنه يزيد، فقال رجل من جند الشام: ما يحبسك؟ قال: حتى يجيء سعيد بن زيد فيبايع، فإنه سيد أهل البلد، وإذا بايع، بايع الناس، قال: أفلا أذهب فآتيك به؟ وذكر الحديث.
أنبئنا وأخبرنا عن حنبل سماعا، أنبأنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا القطيعي، حدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن حصين ومنصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد - وقال حصين: عن ابن ظالم، عن سعيد بن زيد - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" اسكن حراء ; فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد ". وعليه النبي، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن، وسعيد بن زيد.
ابن سعد: أنبأنا أبو ضمرة، عن يحيى بن سعيد، أخبرني نافع، عن ابن عمر أنه استصرخ على سعيد بن زيد يوم الجمعة بعدما ارتفع النهار، فأتاه ابن عمر بالعقيق، وترك الجمعة. أخرجه البخاري.
وقال إسماعيل بن أمية: عن نافع قال: مات سعيد بن زيد وكان يذرب.
فقالت أم سعيد لعبد الله بن عمر: أتحنطه بالمسك؟ فقال: وأي طيب أطيب من المسك! فناولته مسكا.
سليمان بن بلال حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد قالت: مات سعيد بن زيد بالعقيق، فغسله سعد بن أبي وقاص، وكفنه، وخرج معه.