مسروق بن عبد الرحمن الكندي: حدثني محمد بن المنذر الكندي جار لعبد الله بن إدريس، قال: حج الرشيد، فدخل الكوفة، فلم يتخلف إلا ابن إدريس وعيسى بن يونس، فبعث إليهما الأمين والمأمون، فحدثهما ابن إدريس بمائة حديث، فقال المأمون: يا عم أتأذن لي أن أعيدها حفظا؟ قال: افعل. فأعادها، فعجب من حفظه. ومضيا إلى عيسى، فحدثهما، فأمر له المأمون بعشرة آلاف درهم، فأبى، وقال: ولا شربة ماء على حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
روى محمد بن عون، عن ابن عيينة، أن المأمون جلس، فجاءته امرأة، فقالت: مات أخي، وخلف ستمائة دينار، فأعطوني دينارا واحدا، وقالوا: هذا ميراثك. فحسب المأمون، وقال: هذا خلف أربع بنات. قالت: نعم. قال: لهن أربعمائة دينار. قالت: نعم. قال: وخلف أما فلها مائة دينار، وزوجة لها خمسة وسبعون دينارا. بالله ألك اثنا عشر أخا؟ قالت: نعم. قال: لكل واحد ديناران، ولك دينار.
قال ابن الأعرابي: قال لي المأمون: خبرني عن قول هند بنت عتبة:
نحن بنات طارق
نمشي على النمارق
من هو طارق؟ فنظرت في نسبها، فلم أجده، فقلت: لا أعرف.
قال: إنما أرادت النجم: انتسبت إليه لحسنها. ثم دحا إلي بعنبرة، بعتها بخمسة آلاف درهم.
وعن المأمون: من أراد أن يكتب كتابا سرا، فليكتب بلبن حلب لوقته، ويرسله، فيعمد إلى قرطاس، فيحرقه، ويذر رماده على الكتابة، فيقرأ له.
قال الصولي: اقترح المأمون في الشطرنج أشياء، وكان يحب اللعب بها، ويكره أن يقول: نلعب بها، بل نتناقل بها.