للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو إسماعيل الأنصاري: سمعت يحيى بن عمار الواعظ، وقد سألته عن ابن حبان، فقال: نحن أخرجناه من سجستان، كان له علم كثير، ولم يكن له كبير دين، قدم علينا، فأنكر الحد لله، فأخرجناه. قلت: إنكاركم عليه بدعة أيضا، والخوض في ذلك مما لم يأذن به الله، ولا أتى نص بإثبات ذلك ولا بنفيه. ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه وتعالى الله أن يحد أو يوصف إلا بما وصف به نفسه، أو علمه رسله بالمعنى الذي أراد بلا مثل ولا كيف ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

قرأت بخط الحافظ الضياء في جزء علقه مآخذ على كتاب ابن حبان، فقال في حديث أنس في الوصال فيه دليل على أن الأخبار التي فيها وضع الحجر على بطنه من الجوع كلها بواطيل، وإنما معناها الحجز، وهو طرف الرداء، إذ الله يطعم رسوله، وما يغني الحجر من الجوع.

قلت: فقد ساق في كتابه حديث ابن عباس في خروج أبي بكر وعمر من الجوع، فلقيا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبراه، فقال: أخرجني الذي أخرجكما فدل على أنه كان يطعم ويسقى في الوصال خاصة.

وقال في حديث عمران بن حصين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل: أصمت من سرر شعبان شيئا؟ قال: لا. قال: إذا أفطرت فصم يومين فهذه لفظة استخبار، يريد الإعلام بنفي جواز ذلك، كالمنكر عليه لو فعله، كقوله لعائشة: تسترين الجدر؟! وأمره بصوم يومين من شوال أراد به انتهاء السرار. وذلك في الشهر الكامل والسرار في الشهر الناقص يوم واحد.

قلنا: لو كان منكرا عليه لما أمره بالقضاء.

وقال في حديث: مررت بموسى وهو يصلي في قبره أحيا الله موسى في قبره حتى مر عليه المصطفى عليه السلام. وقبره بمدين، بين المدينة وبين بيت المقدس.

وحديث: كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة، وله تسع نسوة وفي رواية الدستوائي عن قتادة وهي: إحدى عشرة.