ورواه أبو عبيد في " الأموال ": حدثنا ابن علية، عن أيوب، عن أبي قلابة: أن أبا ثعلبة قال. فذكر نحوه، ورواه سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب، نحوه.
عمر بن عبد الواحد الدمشقي، عن ابن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله، قال: بينا أبو ثعلبة الخشني، وكعب جالسين ; إذ قال أبو ثعلبة: يا أبا إسحاق، ما من عبد تفرغ لعبادة الله إلا كفاه الله مئونة الدنيا.
قال كعب: فإن في كتاب الله المنزل: من جعل الهموم هما واحدا، فجعله في طاعة الله، كفاه الله ما همه، وضمن السماوات والأرض، فكان رزقه على الله وعمله لنفسه. ومن فرق همومه، فجعل في كل واد هما، لم يبال الله في أيها هلك.
قلت: من التفرغ للعبادة السعي في السبب، ولا سيما لمن له عيال، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: إن أفضل ما أكل الرجل من كسب يمينه.
أما من يعجز عن السبب لضعف أو لقلة حيلة، فقد جعل الله له حظا في الزكاة.
ابن أبي عاصم: حدثنا عمرو بن عثمان: حدثنا أبي: حدثنا خالد بن محمد الكندي وهو والد أحمد بن خالد الوهبي: سمع أبا الزاهرية: سمعت أبا ثعلبة يقول: إني لأرجو ألا يخنقني الله كما أراكم تخنقون.
فبينا هو يصلي في جوف الليل قبض، وهو ساجد. فرأت بنته أن أباها قد مات، فاستيقظت فزعة، فنادت أمها: أين أبي؟ قالت: في مصلاه. فنادته، فلم يجبها، فأنبهته، فوجدته ميتا.
قال أبو حسان الزيادي، وأبو عبيد: توفي سنة خمس وسبعين.