للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أيضا:

أما العلاقات بين البابوات والتتر فكانت مستمرة ولم تنقطع طول مدة حكم التتر في إيران.

وقد كان الرسل يترددون من وقت إلى آخر بين بلاط البابوات وبلاط التتار، ويحملون الرسائل التي تفيض بمظاهر الحب والعطف المتبادل.

ويقال: إن البابا إسكندر الرابع أرسل إلى هولاكو خان مؤسس دولة الإيلخانات كتابا مؤرخا في سنة ١٢٦٠م - ٦٥٨هـ) (١)، وقد ذكرنا في صدر هذا المقال أن الاتصالات بدأت مبكرة قبل هذا التاريخ، إذ أرسل البابا أنوسنت الرابع رجلا إلى زعماء المغول في سنة ٦٤٢هـ (١٢٤٥م).

وقال الدكتور مصطفى طه بدر:

(ولا يختلف المؤرخون في أقوالهم عندما يتناولون مسألة عطف الإيلخانات على المسيحيين من رعاياهم، ويؤيد بعضهم بعضا.

ويتضح من أقوالهم أن هولاكو كانت له زوجة مسيحية، وأنه بسببها عامل المسيحيين من رعاياه معاملة حسنة، ولما فتح (٢) بغداد أعفى أهلها المسيحيين من القتل. . ولما فتح (٣) المغول في عهده دمشق ودخلوها، تساهلوا مع المسيحيين من أهلها، حتى أصبحوا نتيجة لهذا التساهل يشربون الخمر علنا في رمضان، ويرشونها على المسلمين، كما صاروا يمرون في الطرقات وهم يحملون الصليب، ويجبرون المسلمين على القيام احتراما وإجلالا لهم) (٤).

وقد أورد ابن العماد في (شذرات الذهب) قصيدة مؤثرة لتقي الدين بن أبي اليسر في رثاء بغداد يوم سقوطها في يد التتار وفيها قال:


(١) ((مغول إيران)) صفحة ٥ - ٦
(٢) ((مغول إيران)) صفحة ٧
(٣) هذه الكلمة لا تستعمل بشأن الأعداء، فكان ينبغي أن يقول: دخل بغداد. . . دمشق.
(٤) ((مغول إيران)) صفحة ١٠.