للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حجاج بيت الله الحرام: هذا يوم عرفة، يوم من أفضل أيام الله، للدعاء فيه شأن عظيم، يقول صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» (١)

يوم يعتق الله فيه عبيده من النار، يقول صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أكثر من يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء» (٢)

هذا يوم «ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام» (٣) هذا يوم عظيم، فأروا الله من أنفسكم خيراً، وارفعوا إليه أكف الضراعة لأن يصلح قلوبكم وشأنكم، وأن يجمع كلمتكم وينصركم على من بغى عليكم.

أيها المسلمون: قفوا بهذا المكان المبارك؛ فإن الوقوف به ركن أساسي من أركان الحج، وانظروا إلى معالمه وحدوده، فإن النبي


(١) رواه الترمذي في سننه ٥/ ٥٧٢، ح٣٥٨٥، وحسنه الألباني (صحيح وضعيف سنن الترمذي، ح٣٥٨٥.
(٢) رواه مسلم في صحيحه ٢/ ٩٨٢، ح٤٣٦ (١٣٤٨).
(٣) رواه مالك في الموطأ ٣/ ٦٢١، ح٤٩٩، طبعة: دار إحياء التراث العربي، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي.